المبسوط في فقه الامامية
تأليف
شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي
الجزء الاول
هذا هو الجزء الاول من الكتاب حسب تجزئتنا إلى آخر كتاب الضحايا والعقيقة ، ويتلوه الجزء الثاني و أوله كتاب الجهاد ، ونسئل الله أن يوفقنا لاتمامه إنه سميع مجيب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان
الحمد لله الذي أوضح لعباده دلايل معرفته ، وأنهج سبيل هدايته ، وأبان عن طريق توحيده وحكمته ، وسهل الوصول إلى ثواب جنته ، ويسر الخلاص من أليم عقابه وسطوته بماخلق فيهم من العقول السليمة والعلوم الجلية ، ونصب لهم من الادلة الواضحة ، والحجج اللائحة ، والبراهين الراجحة ، وخلق لهم من القدر الممكنة ، والاستطاعة المتقومة ( المتعولة خ ل ) ، وسهل عليهم طاعته بالالطاف المتقربة ( المقربة خ ل ) والدواعى المسهلة ، وانبعث إليهم أنبياء جعلهم سفراء بينه وبينهم يدعونهم إلى طاعته ويحذ رونهم من معصيته ، ويرغبونهم في جزيل ثوابه ، ويرهبونهم من شديد عقابه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، وصلى الله على خاتم أنبيائه ، وسيد أصفيائه محمد النبي صلى الله عليه ، وعلى أهل بيته الطاهرين النجوم الزاهرة ، والحجج اللامعة الذين جعلهم الله أعلاما " لدينه ، وامناء لتوحيده ، وخزنة لوحيه ، وتراجمة لكتابه ، وأودعهم علم جميع ما يحتاج إليه خلقه ليلجأوا إليهم في الملمات ، ويفزعوا
إليهم في المشكلات ، ولم يكلهم في حال من الاحوال إلى الآراء المضلة ، والمقائيس المبطلة ، والاهواء المهلكة ( المهملة خ ل ) والاجتهادات المخزية بل جعل أقوالهم الحجة ، وأفعالهم القدوة ، وجعلهم معصومين من الخطاء مأمونين عليهم السهو والغلط ليأمن بذلك من يفزع إليهم من التغيير والتبديل والغلط والتحريف فيكون بذلك واثقا " بدينه قاطعا " على وصوله إلى الحق الذي أوجبه الله تعالى عليه وندبه إليه .
أما بعد فاني لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة والمنتسبين إلى علم الفروع