* (بسم الله الرحمن الرحيم) * وبه نستعين في جميع الامور
الحمد لله استفتاحا بحمده، وصلى الله على محمد رسوله وعبده (١)، وعلى الائمة الطاهرين من أهل بيته أجمعين. أما بعد، فإنه لما كثرت الدعاوى والآراء، واختلفت المذاهب والاهواء، واخترعت الاقاويل اختراعا، وصارت الامة (٢) فرقا وأشياعا، ودثر أكثر السنن فانقطع، ونجم حادث البدع وارتفع، واتخذت كل فرقة من فرق الضلال، رئيسا (٣) لها من الجهال، فاستحلت بقوله الحرام وحرمت به الحلال، تقليدا له واتباعا لامره بغير برهان من كتاب ولا سنة، ولا بإجماع جاء عن الائمة والامة، تذكرنا (٤) عند ذلك قول رسول الله (صلع): " لتسلكن سبل الامم ممن (٥) كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة (٦) بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ". وفي حديث آخر: " لتركبن سنن (٧) من كان قبلكم ذراعا بذراع وباعا بباع حتى لو سلكوا خشرم (٨) دبر لسلكتموه (٩) فكانت الامة إلا من عصم الله منها بطاعته وطاعة رسوله وأوليائه الذين افترض طاعتهم في ذلك كمن حكى الله عزوجل نبأه (١٠) من الامم السالفة