إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٩)     لن تقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ١٠٢)      خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      
المكتبة > الحديث > متون الأحاديث > تحف العقول الصفحة

تحف العقول
ابن شعبة الحراني
مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الحمد له من غير حاجة منه إلى حمد حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلا هوتيته وصمدانيته وربانيته وسببا إلى المزيد من رحمته ومحجة للطالب من فضله (١) ومكن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف لبر إنعامه (٢) فكان من إنعامه الحمد له على إنعامه، فناب الاعتراف له بأنه المنعم عن كل حمد باللفظ وإن عظم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة بزغت عن إخلاص الطوي (٣) ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي، إنه الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى، ليس كمثله شئ، إذ كان الشئ من مشيئته وكان لا يشبهه مكونه.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، استخلصه في القدم على سائر الامم، على علم منه بانفراده عن التشاكل والتماثل من ابناء الجنس، وانتجبه آمرا وناهيا عنه (٤)، أقامه في سائر عالمه في الاداء مقامه، إذ لا تدركه الابصار ولا تحويه خواطر الافكار، ولا تمثله غوامض الظنن (٥) في الاسرار، لا إله إلا هو الملك الجبار،

(١) المحجة: جادة الطريق.
(٢) في بعض النسخ [ الاعتراف له بانعامه ].
(٣) البزوغ: الطلوع، بزغت الشمس: طلعت. والطوى: الاضمار والاستتار.
(٤) انتجبه: اختاره واصطفاه.
(٥) كذا.