عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. ( نهج البلاغة ٤: ١٩)        ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ٧٦)      آلة الرياسة سعة الصدر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      
البحوث > المتفرقة > الانتخاب القرآني لعينات لونية - القسم الاول الصفحة

الانتخاب القرآني لعينات لونية –القسم الاول
الشيخ طلال الحسن
قبل التعرّض إلى الأهداف القرآنية الكامنة وراء استفادة القرآن من النماذج اللونية ينبغي أن نقدّم إجابة آنيّة فيما يتعلّق بذلك الاستعمال المحدود من الألوان مع علمنا بأنّ عدد الألوان ـ سواء على مستوى التباين أو على مستوى المراتب ـ ما لا حصر له !.
والجواب هو أنّ العالم الفيزيائي الكبير إسحاق نيوتن ( ١٦٤٢ ـ ١٧٢٧ م ) قد قام بتحليل الضوء الأبيض ـ بعد أن قام بعملية تشتيت له بواسطة منشور زجاجي ـ فوجد أنّ مكوناته الأساسية هي مجموعة ألوان الطيف السبعة,والتي هي بدورها تمثّل الألوان الطبيعية المألوفة لدينا.
إذا اتّضح لنا ذلك فإنّنا سوف نجد أنّ القرآن الكريم قد تعرّض للألوان الأساسية التي يتكوّن منها اللون الأبيض,وهي:( الأحمر,والأخضر, و الأصفر,والأزرق ) ,ممّا يعني أنّ القرآن الكريم قد أجمل مجاميع الألوان غير المتناهية بهذه الألوان الأربعة,وأجمل الأربعة باللون الأساسي وهو اللون الأبيض ,سبحانه جلت قدرته.
علما أنّ الألوان الأولية التي تتكون منها الألوان الاُخرى ـ بواسطة المزج بينها ـ هي الأصفر والأحمر والأزرق.
هذا وسوف نلمح فيما سيأتي إجابة قرآنية لذلك الانتخاب النوعي لتلك الألوان.
رمزية الألوان.
إنّ الصورة الظاهرية لكل مفردة وجودية في عالم الحس اتخذت لونا خاصّا بها قد يتغير بين الحين والآخر إلا أنّها لابد لها من التقولب بلون ما,فاللون شرط حقيقي في ظهور الموجودات في عالم الحس.
بعبارة اُخرى:إنّ اللون ليس مجرد ثوب تتزيّن به المفردات الوجودية حسّا وإنّما هو شرط فعلي في إبرازها في عالم الخارج والحس,ونقصد بالإبراز هنا هو وقوعها تحت مظلة الرؤية الحسّية وإلا فإنّ هنالك مفردات وجودية في عالم الحسّ نحسّ بوجودها ولكنّها لم تتخذ لونا