من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      قدر الرجل على قدر همته. ( نهج البلاغة ٤: ١٣)      
البحوث > المتفرقة > ثقافة ومصطلحات قرآنية (14) الصفحة

ثقافة ومصطلحات قرآنية -١٤
نزول القرآن
القسم الثاني
الشيخ حميد البغدادي
الفرق بين الإنزال والتنزيل: ذهب جمع من اللغويين والمفسرين إلى القول بالفرق بين اللفظتين ، قال الواحدي عند تفسيره لقوله تعالى: ? نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ? آل عمران٣ ، إنما قال ? نزّل? وقال: ? وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ? لأن التنزيل للتكثير، والقرآن نزل نجوماً، شيئاً بعد شيء، والتوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة(١).
وقال الجرجاني في كتابه التعريفات مفرقاً بين اللفظتين: (الفرق بين الإنزال والتنزيل: الإنزال يستعمل في الدفعة، والتنزيل يستعمل في التدريج)(٢).
وأما الإنزال فكقوله: ? إنا أنزلناه في ليلة القدر? القدر:١ وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل لما روي أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ثم نزل نجماً فنجماً (٣).
وقد رد ذلك بما يلي:
١ - أن التضعيف في نَزَّل والهمزة في (انزل ) تفيد نقل الفعل من اللازم إلى المتعدي وليس للتكثير.
٢ - أنه لو كان كذاك لما جاء قوله تعالى: ? وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة? الفرقان: ٣٢ جامعاً بين التضعيف وقوله ? جملة واحدة? وهما متنافيان في الدلالة حسب هذا الرأي(٤).

(١) البسيط للواحدي، (١٥٢). والواحدي هو الإمام الكبير اللغوي النحوي المفسر أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري . المتوفى سنة ٤٦٨هـ رحمه الله.
(٢)التعريفات للجرجاني (٧٣).
(٣) مفردات الراغب، مادة نزل (٧٤٤) بتصرف.
(٤) انظر: البحر المحيط (١: ١٠٣).