من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥ )      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      
البحوث > المتفرقة > ثقافة ومصطلحات قرآنية (4) الصفحة

ثقافة ومصطلحات قرآنية ٤
الشيخ حميد البغدادي
القسم الأول
ظاهرة الوحي من سمات الأنبياء الذين اختصهم بها اللّه سبحانه من عباده وهو أمر مشترك بين جميع رسل الله (عليهم السلام)  فلم يكن النبي (صلى الله عليه واله)  أول من خاطب الناس بوحي السماء، ((أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ )) (١).
ووضح القران الكريم ان هذا الوحي قد تحقق للأنبياء الذين سبقوا النبي الأكرم (صلى الله عليه واله)  فلا معنى لمن يتعجب من ذلك، ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (١٦٣) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)) (٢).

أهمية الوحي في حياة الناس
وتكمن أهمية الوحي في كونه بوابة البشرية لتلقي المدد الإلهي الرباني الذي يعين الإنسان للوصول للأهداف الحقيقة التي يرومها الإنسان، كما يشكل الإيمان بالوحي القاعدة الأساسية للإيمان بالأنبياء والرسل(عليهم السلام) وحاجة الإنسان للتوجيه الإلهي واضحة لان الإنسان اجتماعي بطبيعته، وحاجته للانضمام إلى الآخرين نابعة من فطرته.وتنوّع الآراء في المجتمع يؤدي إلى الاختلاف لتنوع مصالح أفراده  وتشابكها وحاجتهم إلى قانون ينظم حياتهم، مع تنوّع الأفكار المطروحة لقانون حفظ المجتمع و حقوق أبناءه، ووجود من يسلب حقوق الآخرين، فلابد من كيان يشرف على إدارة المجتمع ويسن القوانين المناسبة لحفظه و حفظ حقوق الأفراد بالقدر الممكن.
ولابد لهذا الكيان من الاعتماد على مصدر للتشريعات، فهل يصلح العقل البشري لهذه المهمة؟

(١) يونس: ٢.
(٢) النساء: ١٦٣ – ١٦٤.