من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      
البحوث > المتفرقة > الإمام الحسين عليه السلام صور للعطاء (2) الصفحة

الإمام الحسين عليه السلام صور للعطاء -٢
الشيخ طلال الحسن
كنا قد تعرضنا إلى صورتين من صور العطاء للإمام الحسين (ع) وهما:العشق الإلهي و عاشوراء ليلة القرب, وها نحن نحاول أن نقف عند صور أُخرى تنبض بالحياة الحرة الشريفة وبإشراقاتها خلفيتها الإلهية.

الصورة الثالثة: كربلاء انقلاب على الذات المتمردة .
دهاليزُ التمرّد والعصيان مليئةٌ بحضورِنا الحقيقي, و ساحاتُ الطاعة جرداءُ قفراءُ يعصفُ بها ألمُ الفَراغ, ويجلـِدُ بها سوطُ  الغياب .
وهو العمرُ عادتـُهُ المسيرُ نحوَ الغياب, ما هذا الاستغراق في الأنا الخاويةِ, في الأماني الميتة, من ذا يُحرّكُ هذه الروحَ المنطفئةَ ويُوقد فيها جذوةَ الأمل ؟ .
يممتُ وجهي يميناً وشمالاً ... فلم أزدد إلا غربة و اضمحلالا.
صرعتُ أيامي باليبابِ ولم أظفر بغير أسئلة مُسنـّةٍ عرجاءَ تجلِدُ بي الأرض وتطعن في روحي صباحاً ومساءً .
متى الخلاص ؟  وكيف الخلاص ؟ .
وهل في الأُفقِ لوحةٌ قدسيةٌ تستـلُـكَ من يباب الحيرة إلى طمأنينة الجواب ؟ .
كم هو مؤلمٌ أن تبقى على قارعة الطريق ... بلا ماءٍ ... بلا زاد ... بلا ظلٍ أو صديق .
وفي لحظةِ غيابٍ وجدتـُني ألمحُ أُفقاً من نورٍ يهتفُ بي :
{... أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ }(١), كيف وروحي مُحطمةٌ ودربي سراب ؟ .
لا شيء أعرفُه غيرَ التحرك من اليباب إلى اليباب ... وفطرتي الأُولى ارتدت ألف رداء, إنها

 (١) ـ القصص : ٣١ .