اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      بكثرة الصمت تكون الهيبة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      أشد الذنوب ما استهان به صاحبه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > المتفرقة > المكتبة الشيعية في مدينة كولن الصفحة

المكتبة الشيعية في مدينة كولن
فاطمة رحمتي

مدخل
يعتبر تأسيس المكتبة الاختصاصية الشيعية في ألمانيا عام ١٩٦٥ بحق خطوة تاريخية، وجاء ذلك نتيجة تظافر جهود كل من مؤسسة الاستشراق في جامعة كولن والبروفسور عبدالجواد فلاطوري، ويعدّ هذا العمل علامة مضيئة في السجل العلمي والثقافي لهذا الأخير، ومن مفاخر قسم الاستشراق في جامعة كولن أيضاً. قد يبدو هذا الحديث نوع من المبالغة بالنسبة للبعض من الذين لم يتعرّفوا على المكتبة المذكورة عن كثب، وتأثيراتها وإسهاماتها المباشرة وغير المباشرة، أو لم يطّلعوا على تقاريرها، ولكنّهم إذا قرأوا تصريحات بعض الشخصيات من أمثال أولريخ ماتس(Ulrich Matz) رئيس جامعة كولن، الذي له اطلاع كاف بحقيقة الأمر، سيتبين لهم مدى أهمية هذا الصرح الحضاري. يقول السيد ماتس:
«بذل البروفسور فلاطوري جهوداً جبارة في توجيه اهتمام وبحوث المستشرقين نحو المذهب الشيعي، وكانت اللبنة الأولى في هذه الجهود، افتتاح المكتبة الشيعية في مدينة كولن الألمانية، وذلك أثناء استضافة جامعتها لمؤتمر الاستشراق، وهي تعتبر واحدة من أهم المكتبات الشيعية خارج إيران. وقد انحسر نشاطها بالرحيل المفاجئ للسيد فلاطوري، ومن الضروري أن يتم استكمال مرافق هذه المكتبة، وإعادتها إلى نشاطها السابق، حتى ترقى بخدماتها العلمية والثقافية للمهتمين والباحثين في أرجاء العالم إلى أعلى المستويات»
وعن هذه المكتبة يقول الدكتور مهدي محقق، أحد الباحثين المرموقين:
«في عام ١٩٧٧، سافرت إلى العاصمة الألمانية بون للمشاركة في مؤتمر تاريخ العلوم والفلسفة في القرون الوسطى، ومنها توجهت إلى كولن تلبية لدعوة السيد فلاطوري، حيث قام بإطلاعي على جهوده في نشر الإسلام، والتعريف بالتراث الشيعي، واصطحبني إلى مركز الدراسات الشيعية، الذي أسسه بنفسه، والذي يضم أمهات المصادر الفقهية والأصولية والفلسفية والكلامية الشيعية، ولولا جهوده لما أمكن من نقل هذه المصادر إلى هناك بهذه السهولة» .