كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      لا ورع كالوقوف عند الشبهة. ( نهج البلاغة ٤: ٢٧)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)        ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      
البحوث > المتفرقة > الإمام الحسين عليه السلام في الكتاب المقدس الصفحة

الإمام الحسين (عليه السلام) في الكتاب المقدس
الشيخ حاتم إسماعيل*
بداية:
كثيرة هي المسائل الدينية التي يدور الجدل حولها بين العلماء المسلمين من جهة، وبين علماء الكتاب المقدس من اليهود والمسيحيين من جهة أخرى، وهو أمر يبدو مبررًا ومنطقيًا للوهلة الأولى، إذ من الطبيعي أن ينتصر كل فريق لرأيه ومعتقده، وأن لا يركن إلا إلى مقدّساته التي رافقت مسيرة حياته، وهنا تتجلى سمة المبدئية، والصدق مع الذات عند الباحث الهادف، والعامل على خلاص الآخرين، فضلاً عن خلاص نفسه.
الجدل حول البشارة بالنبي:
ومن الأمور المعروفة والشائعة في الثقافة الإسلامية أن الكتاب المقدس بعَهْدَيه قد بشّر بالنبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) وبيّن اسمه وصفته، كما أخبر بذلك القرآن الكريم والسنّة المطهرة.
ولم يجد علماء اليهود والنصارى سبيلاً إلى تكذيب هذا الإخبار في عصر النبي والأئمة (عليهم السلام)، بل تُحدّثنا كتب التاريخ عن الاحتجاجات التي كانت تجري فيما بينهم، وأن كثيرًا من علمائهم كانوا يقرّون بها عندما يواجههم أئمة الهدى (عليهم السلام) بالحقيقة، حتى أعلن الكثيرون منهم إسلامهم، عند إلقاء الحجة عليهم وإفحامهم.
إلا أنه بعد النهضة الفكرية والعلمية في أوروبا، والتي انتشرت في العصور الحديثة والمعاصرة، وانبهار المثقفين المسلمين بها، وذهولهم عن حضارتهم وثقافتهم، فانكفأوا عن البحث في تراثهم، وضعفت هويتهم الذاتية في وجدانهم، انتشرت ثقافة التشكيك في هذه الهوية، دون تأمل وروية، فيما يُلقيه إليهم المستشرقون وخصوم الإسلام.
وقد استثمر علماء اللاهوت هذه الظاهرة أعظم استثمار، وعملوا على تعميق الشك بالإسلام في نفوس المسلمين، من خلال زعم إثبات عدم صدقية القرآن الكريم في إخباراته المذكورة وغيرها، لعلهم يُخرجونهم بذلك من دينهم، من خلال دعوى أن الكتاب المقدس بعهديه موجود

* باحث إسلامي ومدرّس في الحوزة العلمية .