خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      أشد الذنوب ما استهان به صاحبه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        ربّ يسير أنمى من كثيرٍ. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > خصائص عباد الله الصالحين الصفحة

خصائص عباد الله الصالحين
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الحديث:
عَنْ ابنِ عُمرَ قَالَ: خَطَبَنـا رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) خُطْبَةً ذَرَفَتْ مِنْها العُيُونُ وَوَجِلَتْ مَنْها القَلُوبُ فَكـانَ مَمّـا ضَبَطْتُ مِنْها: أَيُّهـا النّـاسُ، إنَّ أَفْضَلَ النَّاس عَبْداً مَنْ تَواضَعَ عَنْ رَفْعَة، وَزَهِدَ عَنْ رَغْبَة، وَأَنْصَفَ عَنْ قُوَّة، وَحَلُمَ عَنْ قُدْرَة....
بحار الانوار، ج٧٤، ص١٧٩
الشرح:
الأمر المهم الذي يستفاد من هذا الحديث هو أنّ ترك الذنب قد يكون تارة لعدم القدرة عليه، واُخرى لعدم وجود الرغبة فيه، مثلاً، تارة لا يرغب الشخص في شرب الخمر أبداً، واُخرى يرغب في تناوله ولكن قد لا يتمكن عليه، أو لعدم توفّر المقدمات أو يتركه لأضراره، والترك الناشئ من عدم القدرة لا أهمية له، بل المهم هو يترك المعصية مع عين القدرة عليها، كما هو الحال في صاحب المقام والمنزلة الاجتماعية الذي يتعامل مع الناس من موقع التواضع كما ورد في الحديث النبوي(١).
الاشخاص يختلفون في مسألة الورع وترك الذنب، فمنهم من يتنفّر من الذنب ذاتاً، ولا يقدم عليه، ومنهم من يجد في نفسه الميل إليه، فيجب على كل شخص أن يميز ما يميل إليه من الحرام فيتركه، ولكن معرفة النفس وصفاتها ورغباتها ليس أمراً ميسوراً، فأحياناً يتصف الإنسان ببعض الصفات ولكنه لا يقف عليها إلاّ بعد مرور ستين عام من عمره،

(١) يعتبر القرآن الكريم التواضع وترك التكبر من الصفات الراسخة للمؤمنين الحقيقيين، لأن الغرور والتكبر من اول خطوات السلوك نحو الكفر، ويمثل التواضع في مقابل اول خطوة نحو الإيمان.