من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٩٥)      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      
البحوث > المتفرقة > المسيح يبشر بالمهدي الصفحة

المسيح يبشّر بالمهدي
السيد باسم الصافي

البشارة
لقد بُعث المسيح  (عليه السلام)  بالبشارة، وكلمة "إنجيل" مأخوذة من اللفظ اليوناني "اونجليون" ومعناه: "خبر طيب" و"بشرى الخلاص" وإعلان هذه البشرى(١).
وقد ورد في إنجيل مرقس: وبعد اعتقال يوحنا (وهو النبي يحيى  (عليه السلام) ) جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة الله فيقول:"حان الوقت واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة"(٢).
وفي إنجيل مرقس أيضا أنه قال لتلاميذه: "... يجب أن تعلن البشارة قبل ذلك إلى جميع الأمم"(٣).
"اذهبوا في العالم كله وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين"(٤).
وفي إنجيل لوقا أنه قال لأحدهم: "... وأما أنت فامضِ وبشّر بملكوت الله"(٥).
فالبشارة هي الرسالة التي جد واجتهد عيسى  (عليه السلام)  لإعلانها للناس أجمعين وكان فرحًا بها، وهي اقتراب ملكوت الله عز وجل، وحَصَرَ علة بعثه وأساس رسالته بالتبشير بذلك حيث ورد أنه قال: "يجب عليّ أن أبشِّر سائر المدن أيضًا بملكوت الله فإني لهذا أرسلت"(٦).
فما هو هذا الملكوت؟

ملكوت الله
ورد هذا الاصطلاح كثيرًا في الكتاب المقدس، وبالتحديد (١٤) مرة في إنجيل مرقس، و(٣٩) مرة في إنجيل متى، وورد في بعضها بصيغة "ملكوت السماوات" وذلك جريًا على عادة اليهود حينها في عدم ذكر اسم الجلالة "الله" احترامًا ورهبة.
ولمعرفة المراد من هذا المصطلح يجب أن ننظر إلى ما يستخرج من نفس نصوص الإنجيل فيكون تفسيرًا للإنجيل بالإنجيل وليس بالاعتماد على الآراء النظرية.

(١) العهد الجديد، ٢٥، طبع دار المشرق ١٩٩١م، بيروت.
(٢) مرقس، ١/١٤-١٥ ؛ وراجع: متى، ٤/١٢-١٧.
(٣) مرقس، ١٣/٩ ؛ وراجع: متى، ١٠/١٧-٢٢.
(٤) مرقس، ١٦/١٥.
(٥) لوقا، ٩/٥٩.
(٦) لوقا، ٤/٤٢.