اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن أنت لم تأتِه أتاك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      
البحوث > المتفرقة > الزيارة الجامعة الكبيرة في رحاب العقيدة الصفحة

الزيارة الجامعة الكبيرة في رحاب العقيدة
من محاضرة لآية الله الشيخ محمد سند *
بقلم السيد علي الشرخات
 أثيرت شبهة حول الزيارة الجامعة الكبيرة، مفادها أنها تخالف كتاب الله عز وجل في بعض فقراتها، حيث ورد في الزيارة (وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم)، مع أن القرآن الكريم ينص على أن إياب الخلق إلى الله وحسابهم عليه، قال تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}(١)، وقال تعالى: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(٢).
تعميم الشبهة
وفي الحقيقة إن هذه الشبهة غير مختصة بالزيارة الجامعة الكبيرة، بل تشمل زيارات عدّة غيرها، منها ما ورد في أشهر زيارة للإمام الرضا (عليه السلام) من وصف أمير المؤمنين وغيره من الأئمة (عليهم السلام): (وديّان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك)(٣)، وهي أوصاف وردت في القرآن الكريم منسوبة إلى الباري تبارك وتعالى، حيث إن من بديهيات الدين أن مبدأ الخلق من الله، وأن المنتهى إلى الله، وهذان الوصفان في زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) يوحيان بأن المنتهى إلى الأئمة (عليهم السلام).
وعلى هذا الأساس اعتبرت تلك الزيارات التي وردت فيها هذه التعابير مخالفة للقرآن الكريم، بل مخالفة لبديهات إسلامنا الحنيف، فكيف نقبل هذه الزيارات مع ورود هذه الفقرات فيها، مع أنه ورد عنهم (عليهم السلام) أن ما خالف كتاب الله فهو زخرف، أو لم نقله، أو يضرب به عرض الجدار(٤)، فينبغي أن يضرب بهذه الزيارات عرض الجدار، حيث تكون هذه الفقرات دليل كذبها وزيفها، وعدم انتمائها إلى أهل بيت العصمة (عليهم السلام).
جواب الشبهة
الإجابة على هذه الشبهة متوقّفة على بيان عدّة مسائل في العقيدة الإسلامية من وجهة نظر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، حيث إن هذه الشبهة مبتنية على بعض النظريات الفاسدة في العقيدة.

* بقلم السيد علي الشرخات ، وقد اعتنى فضيلة الشيخ حسين عباس بترتيبها وتهذيبها.
(١) سورة الغاشية:٢٥-٢٦.
(٢) سورة البقرة: من الآية١٥٦.
(٣) بحار الأنوار : ٩٩/٤٥ ، وهذا وصف موجود في كثير من زيارات الأئمة (عليهم السلام) وبنفس اللفظ.
(٤) - انظر: وسائل الشيعة (مؤسسة آل البيت)، كتاب القضاء، باب ٩ من أبواب صفات القاضي.