إحذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)       لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه، وإياك أن تجمح بك مطيّة اللجاج. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)      
البحوث > المتفرقة > التنمية الانسانية الصفحة

التنمية الاقتصادية في العالم الاسلامي
رؤية لمفهومها وعناصرها ومقوماتها
د. محمد علي الحسيني(١)
يقسم العالم اقتصادياً ـ كما هو معروف ـ الى مجاميع دولية بعدة اساليب أو طرق، أشهرها تلك التي تقسّم العالم الى ثلاث مجموعات دولية: الدول الصناعية المتقدمة، الدول في مرحلة التحول الاقتصادي (دول التخطيط المركزي سابقاً)، والدول النامية. وهناك نموذج آخر يرى ان العالم ينقسم الى قسمين: الشمال الغني، والجنوب الفقير. وهناك أساليب اخرى للتقسيم، لكن جميع الاساليب لا تضع الدول الاسلامية في قائمة الدول المتقدمة، بل تصنفها ضمن لائحة البلدان النامية.
تجدر الاشارة هنا الى ان اصطلاح الدول النامية بدأ تداوله، للمرة الأولى، في بداية ستينات القرن الماضي، لتمييز (دول العالم الثالث) عن دول الكتلتين الأُخريين، ولقي قبولاً من قبل شعوب هذه البلدان، ذلك لأنه لا ينطوي على معنى يمس كبرياءها القومي، خصوصاً اذا ما قورن بالألفاظ التي استخدمت قبله، كالدول المتخلفة، غير المتحضرة، الملونة، السوداء، وغيرها من التعابير النابية.
ويعتبر اصطلاح الدول النامية أكثر الالفاظ شيوعاً في المؤلفات العلمية والكتابات المتخصصة وغير المتخصصة، رغم بعده عن الدقة. فالنمو (لغوياً) يعني اتجاه الشيء نحو الزيادة، كنمو الاشجار والزروع، ونمو الاطفال، وكذلك الاقتصاديات، فكل الاقتصاديات متحركة (ديناميكية) وما يفرق بينها في درجة التقدم والتخلف هو معدل الحركة ومقدار سرعته واتجاهه نحو النمو. لهذا من الخطأ القول بأن هناك دولاً نامية

(١) دكتوراه في العلوم الاقتصادية ـ مقيم في ألمانيا.