خض الغمرات للحق حيث كان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
البحوث > المتفرقة > التمهيد ليوم الغدير الصفحة

التمهيد ليوم الغدير
السيد جعفر مرتضى*
بيان أمر الإمامة:
إن بيانات النبي (صلى الله عليه وآله) لإمامة علي (عليه السلام), قد كثرت وتنوعت, حيث إنه (صلى الله عليه وآله) قد نص عليه وأشار إليه:
قولاً وفعلاً, وتصريحًا وتلويحًا, وترغيبًا وترهيبًا، وما إلى ذلك.
رفض قريش والمهاجرين:
ولكن كانت هناك فئات من الناس تسعى دون كلل أو ملل لتضييع جهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا السبيل، عن طريق إثارة الشبهات والشكوك، وحياكة المؤامرات، وإطلاق الشائعات, وبغير ذلك من أساليب.
وقد صرحت النصوص: بأن قريشاً كانت هي رائدة هذا الاتجاه، وهي التي كانت تتصدى وتتحدى كما أوضحنا في كتابنا «الغدير والمعارضون».
وقد أعلنت صراحة عن رفضها لهذا الأمر حين خطب النبي (صلى الله عليه وآله) الناس في حجة الوداع قبل يوم الغدير بأقل من عشرة أيام..
فقد ذكر المؤرخون: أنه (عليه السلام) خطب الناس بعرفات أو بمنى, أو في المسجد، أو تكرر منه (صلى الله عليه وآله) ذلك في جميع هذه المواضع(١).
فلما قال: لا يزال هذا الدين عزيزًا ظاهرًا, حتى يملك اثنا عشر كلهم.. لغط القوم وتكلموا, فلم أفهم قوله بعد «كلهم», فقلت لأبي: ماذا قال؟             
قال: كلهم من قريش..

*إستاذ في الحوزة العلمية وعالم محقق.
(١) قد ذكروا: أنه «صلى الله عليه وآله» قد خطب الناس خمس مرات في حجة الوداع.