اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )       أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      
الحوزة > الإمام علي وقانون الحرب الصفحة

الامام على وقانون الحرب، الاهداف - الوسائل - النتائج
د. محمد طي
تسعى القوى الخيرة في الانسانية، ما دامت لم تستطع الوقوف في وجه الحرب، الى حصر اضرارها ما امكنها ذلك في مواجهة قوى الشر التي سعت وما زالت تسعى على ابتكار ادوات للقتل والدمار تتطور من زمن الى زمن. فقد كان القتال منذ ان بدات تتكون القوى المقاتلة يتم بواسطة السيف والرمح، بحيث يتصدى المقاتل لمقاتل، ثم بواسطة المجانيق التي كانت ترمي الحجارة الكبيرة لتحدث التدمير والقتل، وصولا الى استخدام النار التي لا يطفؤها الماء (النار الاغريقية)، الى ان اكتشف البارود، الذي استخدم لدفع المقذوفات الحارقة والمدمرة والقاتلة بواسطة المدافع، ثم البنادق التي بدات بالبندقية ذات الطلقة الواحدة، توصلا الى البندقية الرشاشة.
وفي وقت متاخر اكتشفت المقذوفات التي تنفجر في الجسم وتنتشر، وكذلك المقذوفات الحارقة، التي طورت، وبعدها بداعهد اسلحة الدمار الشامل، الكيمياوية والبايولوجية ثم الذرية والنووية، التي لا يقتصر مفعولها على الجنود والمقاتلين، بل هي تطال سائر الناس، وحتى مظاهر الحياة جميعا. وقد استخدمت كل تلك الاسلحة، حتى الذرية، والتي قد جربها الاميركيون في هيروشيما ونكازاكي في اليابان.
كل هذا دفع المفكرين الانسانيين خاصة الى محاولة وضع حد للالام الانسانية والتخريب الناتج عن الحرب، وترجم الامر باتفاقات ابرمت اوائلها بين الدول الاساسية، ثم اصبحت عامة في ما بعد، ثم راحت تبرم بين سائر الدول بواسطة المنظمات الدولية، وتفتح لانضمام الدول الاخرى لاحقا.
فما هو موقف على(ع) من هذه المسالة؟ يرى جانب من الفقه الاسلامي انه، اذا تمكن المسلحون من اخذ اعدائهم دون استخدام ادوات الحرب الحارقة واسلحة الدمار، فلا ضرورة لاستخدامها، ويرى جانب آخر من الفقه انه يجوز استخدامها، اذا عجزت الوسائل الاخرى عن قهرالعدو. الا انه لا اجماع على موقف في مبدا المسالة .((١)) اما على(ع) فكان في

١- الاحكام السلطانية، ابو الحسن علي بن محمد الماوردي: ٣٧ ٣٨.