ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)        المرء أحفظ لسرِّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      
البحوث > المتفرقة > خصائص عالم الآخرة الصفحة

خصائص عالم الآخرة(١)
الشيخ فلاح العابدي
لا يملك الإنسان معرفة كاملة عن الأمور التي لا تقع تحت حواسه، بل لا يمكنه ان يصل الى المعرفة التامة بها وذلك لقصور أدوات المعرفة عنده عن أن تحيط بمثل هذه الأمور ، فما يمكن ان يعلمه الإنسان يقتصر على نفسه وحالاته النفسية من الفرح والحزن والجوع والعطش وغيرها مما يعلمه بوجدانه، أو تلك الأمور التي يقع تحت حواسه الخمس ويمكنه ان يكرر الإحساس بها ويخضعها للتجربة.
وبناء على هذا لا يمكن للإنسان أن يتوصل الى حقيقة عالم الآخرة بعقله لأنها لاتنال بالحس ولا تخضع للتجربة، فتقتصر معرفته بها على المقدار الذي بين من خلال الوحي وكلام المعصومين(عليهم السلام)، ويمكن كذلك ان نتصور لها مميزات بصورة كلية عن طريق القوانين العقلية التي نتيقنها وبواسطتها تم البرهان على وجود العالم الأخروي عقلا، وعلينا أن نكتفي بتلك الصفات التي نتوصل إليها عن هذا الطريق، ونمنع أنفسنا عن تجاوز هذه الحدود، فلا يصح للعاقل ان يتجاوز مقدار ما لديه من أدوات معرفية ليتوهم كما توهم بعض الأفراد وحاولوا تصوير عالم الآخرة على مثال العالم الدنيوي، حتى بلغ الأمر بهم الى أنهم اعتقدوا بان الجنة موجودة في هذه الدنيا، وفي واحدة او أكثر من الكواكب السماوية، وانه يمكن للإنسان يوما ما - ونتيجة لتطور العلوم، وبالاستفادة من التكنولوجيا

(١) اعتمدنا في هذا الموضوع على ما طرحه الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي في كتاب دروس في العقيدة الإسلامية مع بعض الإضافات والتعديلات التي إرتئيناها.