ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)        خير القول ما نفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)        بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)        ربّ يسير أنمى من كثيرٍ. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في كل الاعصار الصفحة

الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أسوة حسنة في كل الأعصار
 
السيد عادل الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسأل الله سبحانه أن يتقبل أعمالنا وأعمالكم إن شاء الله.
أحبتي: إتسمت المرحلة السابقة من حياة أمتنا عموماً، والعراق خصوصاً، بسمة السطحية والميل إلى تفسير التاريخ على وفق ما تريده السلطة، حيث كانت الأصوات الحرة والأقلام النزيهة في أقصى مجاهل الانزواء والإبعاد القسري عن التأثير في المجتمع ورفده بالقيم الأصيلة والمبادئ الإسلامية.
كما اتسمت هذه المرحلة أيضاً بسمات القشرية، وتبرير الوضع المتخلف والعجز الفكري للحزب الحاكم.
والسبب في كل ذلك يعود إلى الوضع السياسي الذي كان حاكماً في تلك المرحلة، وهو وضع سياسي شاذ وموروث من عهود الاستعمار والتخلف، فقد أفرز هذا الوضع سيطرة أنظمة استبدادية، تشيع الكبت وخنق الحريات، وتخلق جواً من الإرهاب والشعور بالهزيمة و تساعد على غلبة المواقف الشعورية العاطفية، وشيوع حالة من القشرية، والتقليد الأعمى للآخرين.
فتعيش الشعوب في دوامة الاضطراب النفسي والتقلبات العاطفية، والأحكام السطحية، وهذا الوضع أشبه ما تكون بحالة الطفل في جو عائلي يحكم فيه أب خشن الطبع، حاد المزاج، وتسيطر على البيت أجواء الكبت والتشنج، ويخلو مناخه من نسمات الحرية والمرح، فكيف يا ترى يشب هذا الطفل وينمو في مثل هذا الجو الخانق المكبوت.
وهكذا نشأ جيلنا السابق في أجواء سياسية مكبوتة، وفي أوضاع نفسية وفكرية متدنية، تفرضها السلطة الجائرة، التي ترفع أزلامها على رقاب المجتمع، بما فيه من طاقات علمية وفكرية، وفوق كل ذلك تحمل الجمهور عبئ أفكارها المنحرفة عبر أجهزة الإعلام المضلل ووسائل التوجيه والتحريف الفكري.
وعندما خرج العراق من هذا النفق الحضاري المظلم اصطدم بأزمات من نوع جديد لم يعتد عليه، وخصوصاً قضية الاحتلال، تحديد شكل النظام المستقبلي.على العكس من