أشد الذنوب ما استهان به صاحبه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      العلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية. ( نهج ٤: ٣)      قيمة كل امرئ ما يحسنه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      قدر الرجل على قدر همته. ( نهج البلاغة ٤: ١٣)      خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
البحوث > المتفرقة > التأميم والخصخصة من منظور إسلامي الصفحة

التأميم والخصخصة من منظور اسلامي
كمال فردريك البصري*
تتوخى هذه الدراسة تحديد موقف إسلامي من سياسة الخصخصة (سياسة التحول من الملكية العامة الى الملكية الخاصة واعتماد آليةالسوق في توزيع الموارد) باعتبارها سياسة اقتصادية معاصرة، لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية. تستنتج الدراسة بان التأميم والخصخصة سياستان لا تتعارضان مع النهج الاسلامي طالما وجدت مبرراتها الاقتصادية والاجتماعية. وتحذر من ان تكون الخصخصة ذريعة لدخول الرساميل الأجنبية الاستغلالية.
فدراسة الاقتصاد تهدف الى رفع كفاءة استخدام او تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد البشرية والمادية، وذلك من خلال ترتيب الاولويات وتوجيه الموارد نحو القطاعات ذات العائد الاقتصادي الاعلى.
كما تهدف عملية التنمية بشكل اساسي الى تحقيق عدالة توزيع الموارد وتحقيق ضمان اجتماعي يضمن مستوى ادنى من مستوى المعيشة.
في سبيل تحقيق هذه الاهداف انقسمت المدارس الاقتصادية الى قسمين:
الاول: يعتمد القطاع العام ( مدرسة الاقتصاد المخطط ).
الثاني: يعتمد القطاع الخاص ( مدرسة الاقتصاد الحر ).
في هذه الدراسة سنتناول مبررات المدرستين، نتائج التجربتين، التوجه الجديد بالتنمية ومبرراته، واخيراً اكتشاف الموقف الاسلامي.

مدرسة الاقتصاد الحر
تنطلق مدرسة الاقتصاد الحر من قدسية الحرية الفردية الفكرية، ومن ثم حرية الملكية الخاصة والنشاط الاقتصادي. وتعتقد ان الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية تتحقق عندما يترك الافراد يتحركون بدون قيود الدولة. (تكتفي الدولة بالحفاظ على الامن والقانون) وبفعل الدافع الفردي والحماس الخلاق (وعوامل أخرى) سجلت الرأسمالية إنجازات كبيرة. وبسبب تفاوت قابليات وطاقات الافراد انقسم المجتمع الى طبقة غنية وطبقة فقيرة. وترتب على ذلك ما يلي:
١ ـ لم يعد النظام قادراً على ضمان كرامة العيش، إذا لم يكن الفرد قادراً على دفع ثمن السلع التي تشبع حاجته.
٢ ـ ظهور الشركات الاحتكارية التي قضت على المنافسة ومنافعها.

* مدرس اقدم بجامعة غرب بريطانيا.