الاعلام في المجتمعات الاسلامية
الدكتور مهدي محسنيان راد *
الأخلاق ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون شأناً فردياً، لذا اعتبر علماء الاجتماع (الأخلاق الاجتماعية) من سنخ الأعراف والتقاليد التي يرفض المجتمع نقضها(١)، للترابط القوي بين الأخلاق والأعراف والقيم.
وقد عرّف «انطوان جيدن» الأعراف في سياق طرحه لشرط القبـول «appropriate» بقوله: «الأعراف هي قواعد لتشخيص السلوك المقبول في الأوساط الإجتماعية. فهي بطبيعتها تؤيد بعض السلوك وتنهى عن البعض الآخر»(٢). وفي الحقيقة ان تعريفه هذا جاء لبيان طبيعة العلاقة المتينة بين الأعراف والقيم.
وقد أعطى الفكر الفقهي الأخلاق بعداً قيمياً. يقول الشيخ مهدوي كني: «أي عمل له بعد أخلاقي، فهذا البعد هو الذي يحدد قيمته، وليست قيمته من حيث كونه عملاً» (٣) .ويضيف: «بعبارة أخرى، ان الآداب والأحكام في علم الاخلاق تقيّم على أساس بعدها القيمي وليست على أساس الحقوق والتكاليف»(٤).
والعلاقة بين القيم والأعراف عميقة جداً، فقد كتب «روبرت نيس يت»: «أساساً، لا يوجد تفاوت بين الأعراف والقيم، فكلاهما يؤثر في السلوك الاجتماعي تأثيراً متساوياً، فلا يكاد يوجد بينهما تفاوت أساسي» (٥). وفي الحقيقة ان الأعراف قيم تحدد شكل وطبيعة المجتمع