من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. ( نهج البلاغة ٤: ١٩)      لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ١١)        الجئ نفسك في الأمور كلّها إلى الهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      
البحوث > المتفرقة > السيد جمال الدين قراءة في خطوات المشروع الإصلاحي الصفحة

السيد جمال الدين الأسد آبادي (الافغاني)
قراءة في خطوات المشروع الاصلاحي وتحديد المسؤوليات
بقلم: رئيس التحرير ماجد الغرباوي
سجل لنا التاريخ اكثر من محاولة نهض بها رجال مسلمون بهدف الاصلاح والتجديد، كانت قد سبقت حركة السيد جمال الدين الأسد آبادي (الافغاني)، وكانت لها آثار ايجابية متفاوتة، الا ان ما حدث على يد السيد على هذا الصعيد يبقى نقطة تحول في تاريخ الشرق بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، فخطواته كانت في اطار مشروع اصلاحي نهضوي واسع وجاد يستهدف احياء الشخصية الاسلامية واعادة بنائها عبر اصلاح الفكر والمقولات والرؤى التي اصابتها تشوهات كثيرة بفعل عوامل متعددة، أودت بها الى الانحطاط والتبعية، حتى اقصي الفرد المسلم وغادر موقعه الحضاري الفاعل، وتخلى عن مسؤوليته تجاه امته ودينه، وتهمش دوره في صناعة التاريخ، وعجز عن بناء مستقبل طموح يتناسب وحجم المبادئ والقيم التي آمن بها، فجاء السيد جمال الدين ليعيد لتلك الشخصية المستلية والمقموعة في داخلها والمحاصرة من قبل الاستعمار والاستبداد، قدرتها على اتخاذ المواقف المناسبة ومواجهة الاحداث بعزة وارادة عاليتين. وفعلاً استطاع ان ينفخ في الامة روح اليقظة والعزيمة، حتى حطمت ما كُبِلت به من اغلال وانتفضت بشدة بوجه التحديات المحيطة بها.
من هنا تتضح اهمية اعادة قراءة تلك المسيرة الخالدة من جديد، واعادة تقييمها من خلال استقراء البصمات التي تركتها على مسار التاريخ، واجراء مقارنات للواقع الذي سبق السيد جمال الدين والذي تلاه وانطلاقاً من ذلك اعدّت مجلة التوحيد ملفاً حول الموضوع شارك فيه مجموعة من الباحثين الاسلاميين. اما كلمة التوحيد فستساهم بقراءة اولية لاستجلاء ملامح المشروع وابعاده، لنتعرّف على ما انجز من خطوات على يد صاحبه ومن سار على خطاه من مريديه، وما تبقى من المشروع ليكون مسؤوليتنا في الاصلاح والتجديد، وهذا يتطلب منا اولاً بيان ملامح المشروع وما واجهه من تحديات ليتسنى لنا بعد ذلك تحديد الخطوات اللاحقة. وبهذا يتضح ان مانقوم به من مراجعة لافكار السيد جمال الدين يدخل في سياق دراستنا للاصلاح كمشروع تتبناه الامة وهي تواجه تحديات خطيرة تستهدف استئصالها واجتثاث جذورها. كما نؤكد ان ذلك لا يعني التبني المطلق لافكار الرجل ورؤاه ومتبنياته، او اننا سننصب انفسنا مدافعين عن جميع ممارساته، بل مايهمنا هو البعد الاصلاحي في مشروعه، والرجل يعد من رواد هذا الطريق.
يقوم مشروع السيد جمال الدين الاصلاحي على عدة ركائز، هي: