المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)      إحذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)       المرء أحفظ لسرِّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      
البحوث > المتفرقة > حول تشكيل العقل المسلم الصفحة

حول ( تشكيل ) العقل المسلم
عز الدين سليم*
منذ تصاعد الحالة القومية والوطنية، في البلدان المستضعفة في آسيا وافريقيا، وامريكا اللاتينية، بدأت موجة من تجارب الخطأ والصواب في هذه البلدان، من اجل اكتشاف الهوية.
وقد انعكست صراعات النفوذ بين القوى الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية، على البلدان التي تبحث عن هوية، فغرَّب الناس وشرّقوا، واجتاحت كثيراً من تلك البلدان موجات من عدم الاستقرار والانقلابات، والانقلابات المضادة، وتميّزت انعطافات حادة ومواقف متوترة اشغلت الرأي العام بدرجة ما، كأحداث الكونغو ايام الزعيم اليساري (باتريس لوممبا) في بداية الستينات، الذي اربك الغرب بسبب توجهاته الموالية للشيوعية، والموجة الناصرية التي دوَّت في المشرق العربي، منذ اواسط الخمسينات حتى خبت في منتصف الستينات، ومثلها تحركات جيفارا وكاسترو في امريكا اللاتينية، والتحرك القومي الزنجي في افريقيا ( كتحركات نكروما )، وغير ذلك من الموجات والتحركات ذات الابعاد الفكرية والسياسية والاجتماعية.
ويلاحظ على جميع هذه التحركات، انها تدعو الى صياغة نماذج فكرية وسياسية مناسبة لطموحات بلدانها ومواطنيها ـ بغض النظر عن اهداف تلك التحركات الخلفية اساساً.
وماعدا الاحزاب الشيوعية، وبؤر النهوض الاسلامي في آسيا وافريقيا في تلك العقود من الزمان، حيث التوجه الاممي العام، فإن جميع التوجهات الاخرى كانت ذات طابع اقليمي محلي، كموجة القومية في البلدان العربية، والنزعة التركية منذ عهد اتاتورك والايرانية في عهد الشاه، والسلافية في عهد تيتو.
ومن جملة ما يرد في اولويات تلك التوجهات، سواء كانت ذات ابعاد اممية او اقليمية، انها ترمي الى مايدعى في مصطلحات اليوم بتشكيل العقل لانسان تلك البلدان، في ضوء الرؤى التي تحملها تلك التوجهات طبعاً، لان تشكيل العقل يشمل منهج التفكير واهدافه المتوخاة في ضوء الرسالة التي يناضل الانسان من اجل تحقيقها في دنيا الواقع..
ومهمة التشكيل للعقل، مهمة مركزية في كل نهضة، او نزوع للنهوض، فاذا لم تحدد «ضوابط وأهداف » تبلور نظرة الانسان للاشياء والقضايا من حوله، وكيف ينتج ويفكر ويتخذ القرارات في ضوء اهدافه العليا فإن الصفة الهلامية اللا أدرية، هي التي تأخذ بزمام الامور في حركة الانسان الفرد والمجتمع..
وبسبب الشعور بهذه الحاجة، صرنا نقرأ يافطات من قبيل: تشكيل العقل العربي تشكيل العقل

(*) باحث وكاتب اسلامي من العراق.