رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٥٧)      لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      
البحوث > المتفرقة > إثارات العلمانية الغربية حول الإسلام الصفحة

إثارات العلمانيين الغربيين حول الإسلام
الشيخ محمد سند

المحاضرة الثالثة
محاور المحاضرة
ـ شبهة أنّ النبوّة نوع من النبوغ البشري.
ـ شبهة أنّ النبي لا يملك الحقيقة.
ـ شبهة أنّ توقف النبوة يعني نضوج البشرية واستغناءها عن السماء.
في البداية نود أن نذكر أنّ الدين الإسلامي أقوى من هذه الإثارات والإشكالات، وأنّه لا يزداد إلاّ قوة ونصاعة وثباتاً بعد هذه الرياح التي تهب عليه من هنا أو هناك.
البعض ينظر إلى الدين على أنّه أسطورة ليس إلاّ، والبعض يرتاح إلى الدين ليس إيماناً بأنه منزل من عند الله، ولكن لأنّ الدين يحارب الجريمة وينظم المجتمع .
ومن خلال النظريات والمدارس التي ذكرناها، حاول الغربيون أن يوجهوا العديد من الإشكالات على الدين الإسلامي وعلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، لأنّه المذهب الأكثر تمسكاً بالحجج المنطقية وتطابق العلوم الدينية مع العقل والمنطق.
وسنطرح الإثارات ونرد عليها حسب مذهب أهل البيت عليهم السلام، وأما حسب باقي المذاهب الإسلامية فالرد عليها ممتنع، بل إنّهم يتبنون نفس المباني التي يثيرها العلمانيون الغربيون ويكررها العلمانيون من المسلمين والعرب؛ لأنّ هؤلاء يطرحون ما يطرحه الغربيون، وترجع أساساً إلى المدارس التي ذكرناها.
والإثارات المطروحة هي أنّ الباري سبحانه وتعالى ذاتٌ أزلية غير محدودة في اعتقاد الموحدين بالألوهية، فذات الباري غير متناهية ولا يشك أحدٌ في ذلك من أصحاب الديانات السماوية، بل وحتى المشركون يعدون من الملل الإلهية؛ لأنّهم يقولون بوجود الإله، وهم لم يبنوا فكرهم على الوثنية إلاّ لأنّهم يقربونهم إلى الله زلفى، وحتى الملحدون يؤمنون بالمادة. فكل البشر يذعنون بفطرتهم أنَّ هناك حقيقة غير متناهية في الوجود وإن اختلفوا في تسميتها.
والإثارة المطروحة هي: كيف يمكن للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الإحاطة بكل الحقائق وهو مخلوق؟ وأننا إذا سلمنا بكل ما قاله محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فإن العقل البشري يصيبه الجمود وتتعطل عجلة الفكر الإنساني، وهم يعبرون عن النبوة بأنها نوعٌ من التجربة البشرية شبيهة برياضة المرتاضين والمتصوفة، وأنّ النبوة نوعٌ من أنواع النبوغ البشري، إذن فمصدر عظمة الأنبياء