اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)        ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      
البحوث > المتفرقة > المدارس الغربية الحديثة التي واجهت الكنيسة وتحكم رجال الدين المسيحيين الصفحة

المدارس الغربية الحديثة التي واجهت الكنيسة وتحكم رجال الدين المسيحيين
المحاضرة الثانية
الشيخ محمد سند
محاور المحاضرة
الأجواء التي نشأت فيها العلمانية.
مدرسة السكولارزم – فصل الدين عن الحياة السياسية والاجتماعية (مدرسة فلسفية ).
مدرسة (البلو ري السم) ـ تعدد الإدراك ـ (مدرسة منطقية).
مدرسة (الهرمونطيقية) ـ تعدد القراءات ـ (مدرسة أدبية).

الأجواء التي نشأت فيها العلمانية
في البداية سنستعرض لمحة تاريخية عن علاقة أوربا بالمسيحية والعلمانية. دخلت أوربا الغربية في الدين المسيحي في القرن الثاني الهجري، أي السادس الميلادي، وهذا أمرٌ مؤسف، ووجه الأسف ليس الانتقال من الوثنية إلى المسيحية، وإنّما هو أنَّ الدين الإسلامي وهو في ريعان شبابه فاتته فرصة إدخال هؤلاء القوم في الإسلام، وكانت النتيجة أن يحتضن المسيحيون المبشرون الذين انطلقوا من الروم أو اليونان إلى أوربا الغربية لدعوتهم إلى الدين المسيحي. واستمر الدين المسيحي بقوة في تلك البلدان إلى أن وصل إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وفي هذه الفترة بدأت تعلو الصيحات الثورية على غطرسة الملوك والنظم السياسية الغربية التي كانت تحرق الطبقات الفقيرة بنار الفقر وسطوة الاضطهاد، وفي هذا الجو ظهرت التيارات المعادية لهذه الأنظمة.
تحالف الملوك ورجال الكنيسة، فرجال الكنيسة يعطون الملوك الشرعية في ما يعملون، والملوك يدعمون رجال الكنيسة بنفوذهم. وهذه الوضعية، وأمام هذا التحالف بدأت قوى إصلاحية تعتمد على مواجهة الملوك وتحطيم شرعية الكنيسة المتحكمة في المجتمع آنذاك، فبدأت عمليات تنظير عديدة وإن لم تنتج عن طلاق أبدي للدين ـ كما قلنا سابقاً ـ إلاّ أنّها كانت تستهدف الحد من هيمنة الدين المسيحي على المجتمع، وعدم حدوث الطلاق الأبدي، إنّ سر الخلقة مرتبط بالجانب الروحي والغيبي وأنّ الدين حتى وإن حُرف يكون قابلاً للتأثير في المساحة غير المحرفة منه، حتى الديانات الهندية قد يكون بعضها لها أصول سماوية؛ لأنّ الأنبياء كانوا منتشرين في بقاع العالم، قال تعالى: (وَإِن مِنْ أُمّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ). فاطر :٢٤.