من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ ـ ٨٢ )      ثمرة التفريط الندامة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٣)      عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        لا خير في علم لا ينفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)      في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم. ( نهج البلاغة ٤: ٦٦)      
البحوث > المتفرقة > الغنوصية في ميزان الفكر الإسلامي الصفحة

الغنوصية في ميزان الفكر الإسلامي
الدكتور/ أحمد عبد الرحيم السايح
كلية أصول الدين – جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
كلية الشريعة جامعة قطر
سميت العنوصية بهذا الاسم, لان شعارها بداية الكمال هي معرفة عنوص الانسان أما معرفة الله فهي الغاية والنهاية والغنوص يتم بوصفه عرفاناً للإنسان وهذا العرفان يفضي الى عرفان الله والعرفان بالله هو المؤدي الى النجاة وهذه حركة قديمة جداً وهي عبارة عن فرع من العقائد القديمة ايضاً وإن زعم بعضهم إنها وليدة تزاوج بين المسيحية وبين حركات روحية اخرى.
إلا ان عداءها للإسلام والكشف عن مشاريعها وتفنيد إدعاءاتها هو الدافع الاساسي لكتابة هذا البحث كما اراده الدكتور احمد عبد الرحيم السايح
الغنوصية:
الغنوص أو الغنوسيس. كلمة يونانية الأصل. و معناها: ((المعرفة)) غير إنها أخذت بعد ذلك معنى إصطلاحياً. هو التوصل بنوع من الكشف الى المعارف العليا. أو هو تذوق تلك المعارف تذوقاً مباشراً. بأن تلقى في النفس إلقاء، فلا تستند على الإستدلال أو البرهنة العقلية(١) .
وسميت الغنوصية بهذا الإسم. لأن شعارها: بداية الكمال هي معرفة عنوص الانسان. أما معرفة الله، فهي الغاية و النهاية (٢) .
وأهتمام الغنوصيين إنما هو بالكمال و يمكن بلوغ الكمال بواسطة الغنوص ((العرفان)). المعرفة. والعرفانيون في الاصل. نفر إستحوذ القلق عليهم، في بيئة كانوا فيها قلة، ثم ساورهم الشك في حياتهم الفكرية، بالإضافة الى النظم العقلية، التي كانت سائدة في زمانهم. فغلب عليهم التدين و رفضوا سلطة العقل. ثم زعموا إن إدراكهم للأمور مستمد من معرفة يتلقونها من العالم الإلهي، بطريقة باطنية ، خصوا بها دون سائر الناس(٣).
والغنوص يتم بوصفه عرفاناً بالإنسان. وهذا العرفان يفضي الى عرفان الله. و العرفان بالله هو المؤدي الى النجاة او الخلاص لأن الله هو الإنسان.
ـــــــــــــــــــ
(١) راجع الدكتور علي سامي النجار، نشأة التفكير الفلسفي في الإسلام ج ١، ص١٨٦ دار المعارف بمصر، الطبعة السابعة ١٩٧٧م.
(٢) انظر الدكتور عبد الرحمن بدوي، موسوعة الفلسفة ج٢، ص٨٦. ط. المؤسسة العربية للدراسات و النشر. بيروت.
(٣) الدكتور عمر فروج، الفكر العربي في منهاج البكالوريا اللبنانية، ص٦ ط. دار العلم للملايين، بيروت ١٣٨٦هـ، ١٩٦٦م.