لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)        الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      من أطال الأمل أساء العمل. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      
البحوث > المتفرقة > دور التجديد في إغناء الفكر الإسلامي الصفحة

دور التجديد في إغناء الفكر الإسلامي
د. محمد فاروق النبهان(١)

التجديد بين المؤيدين والمعارضين
أصبحت لفظة التجديد من الكلمات المألوفة والمكررة، فالبعض يؤيد التجديد ويدعو اليه، ويجد فيه الأمل لنهضة فكرية، تعتمد على إعادة الحياة لفكرنا الاسلامي، لكي يكون في حركته مواكباً لحركة المجتمع ومعبراً عن قضاياه المعاصرة، والبعض الآخر يجد في الدعوة الى التجديد طريقاً الى تحديث الفكر والابتعاد به عن مصادره الاسلامية، والتحكم في مسيرته وفقاً لمتطلبات مستحدثة تناقض الثوابت الاسلامية.
وابتعدت كل من الضفتين عن الاخرى، وتوقف الحوار بينهما، وأصبح كل فريق يتّهم الآخر بما يشوه مقاصده ويسيئ لمكانته، واقترنت كلمة الأصالة بالدعوة الى الجمود وتكوين فكر تراثي لا يقبل أي اضافة اليه، واقترنت كلمة المعاصرة بالتفريط بكل قديم، والنظر الى الموروث نظرة سلبية، والدعوة الى هجره وإقصائه والتخلي عنه.
ومن المؤسف أن كلاً من الطرفين لا يعرف ما يريده الآخر، ولم يفتح قلبه لسماع ما يؤمن به ذلك الآخر وما يدعو اليه، وهذا هو سبب الخلاف والتباعد، ولو أقيمت مجالس للحوار الجاد بين رموز المدرستين من العلماء والمفكرين، واستعد كل فريق لسماع ما يريده الفريق الآخر وما يدعو اليه بقلب صادق وإخلاص حقيقي ورغبة جادة في تفهم وجهة النظر الاخرى، واستعداد نفسي للاحتكام للحق والانصياع له، لاكتشف كل فريق أن الفجوة بين المدرستين ليست واسعة، وان كل فريق يبحث عن الطريق المؤدي لتحقيق النهضة وإغناء ثقافة الامة، والتصدي للتحديات الحضارية والثقافية التي تستهدف كيانها ومكونات هويتها.

(١) عضو اكاديمية المملكة المغربية.