الغيبة جهد العاجز. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)        عوّد نفسك التصبُّر على المكروه ونعم الخلق التصبّر. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥ )      العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      
البحوث > المتفرقة > النزعة العدوانية في الفكر الصهيوني الصفحة

النزعة العدوانية في الفكر الصهيوني
* حسن السعيد
لو تسنّى لنا استعراض العناصر والسمات الخاصة للظاهرة الصهيونية، ودراسة بنيتهابوصفها نسقاً فكرياً، لوجدنا أن الحركة الصهيونية تتسم، ومنذ بواكيرها، بقدر غير يسير من النزعة العدوانية، اذ لجأت الى استخدام العنف والاكراه بطريقة غير مشروعة ولأهداف غير عادلة. ومن هنا فقد بدأ الارهاب الصهيوني مع الغزو الصهيوني في أواخر القرن التاسع عشر، ومازال مستمراً باستمرار ذلك الغزو. وعلى الرغم من ان وسائل الاعلام الغربية والصهيونية كانت تحاول باستمرار لصق تهمة الارهاب بالثوار الفلسطينيين، والمقاومة الاسلامية لاحقاً، فان دراسة التاريخ المعاصر للصهيونية تظهران الكيان الصهيوني قد تبنّى الارهاب الفردي والارهاب الرسمي على حد سواء(١).
وأي حديث عن النزعة العدوانية الصهيونية يبقى قاصراً مالم يتم رصدها عبر:
١ ـ جذورها التاريخية.
٢ ـ أهدافها التنظيرية وممارساتها التطبيقية.
٣ ـ فضاءاتها الاستعمارية.
وسنتناول هذه المحاور المترابطة باعتبارها حلقات في مسلسل واحد.

الجذور التاريخية
تمتد النزعة العدوانية بجذورها الى العقيدة الصهيونية نفسها. ولأسباب كثيرة،
ذاتية وموضوعية، غدت هذه النزعة وكأنها متأصلة في عمق الشخصية الصهيونية.
والمثير ان تستند هذه النزعة الى تصورات وخرافات ساهمت، الى حد بعيد، في بلورة صياغة الشخصية الصهيونية التي تنطلق في كل الاتجاهات مشدودة بقوة الى منطق العنف والعدوانية، وكأنه حق تاريخي عليها ممارسته ضد الآخرين!
وبهذا، تبني الايديولوجية الصهيونية نفسها على مجموعة من المعتقدات والتصورات التي من شأنها ان تخدم أهدافها وتحقق طموحاتها، كرغبتها في السيطرة والتوسع على حساب شعوب المنطقة وأهلها الشرعيين. ومن هذه التصورات، أرض الميعاد، والشعب المختار، واسرائيل الكبرى، والتواصل التاريخي، والخصوصية اليهودية، والجهود الذاتية، والعرق او الجنس اليهودي الواحد المميز، والصحراء.. الخ.

* باحث اسلامي
(١) الكيالي، د. عبد الوهاب وآخرون، موسوعة السياسة، بيروت، ١٩٧٩، ج ١، ص ١٥٤. (بشيء يسير من التصرف).