ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        العقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢ـ ٥٣)      الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      
البحوث > المتفرقة > حول الدراسات المنهجية للعلوم الإسلامية الصفحة

حول الدراسات المنهجية للعلوم الاسلامية

( ١ )

في البحث عن دلالة النصوص
السيد هاشم الهاشمي
أولاً: ما قيل في البحث عن دلالة النصوص.
ثانياً:حول فلسفة علم الفقه.
أولاً: أما البحث عن دلالة النصوص
ربما يتساءل البعض عن مدى امكان وصول القارئ أو الباحث إلى الواقع، أي إلى المراد الحقيقي للنص والمؤلف؛ لأن الواقع دائماً يغيب خلف الكثير من الحجب التي تفصل بينه وبين القارئ، يغيب خلف ركام من ذاتيات القارئ والباحث وعصره، ورؤيته الكونية وطبيعة وعيه ومكوناته الذهنية والثقافية، والمعلومات التي يحملها عن مختلف الاوضاع السياسية والاجتماعية وغيرها من حوله، وميوله أو تجاربه الشخصية، وما يعيشه من اجواء نفسية أو اجتماعية، وعوامل اخرى، وبما أن النص لا يفهم إلاّ إذا كان القارئ يحمل بعض المعلومات والقبليات عن فكرته، وهي تفرض نفسها على فهمه، ولا يعلم مدى صحتها أو خطأها، وكذلك لا يقرأ نصاً إلاّ وهو يتوقع منه بعض التوقعات ويستهدف بعض الاهداف، وربما اختلفت عن توقعات الكاتب والمعلومات التي يريد طرحها من خلال النص، وربما اختلف عصر المؤلف عن عصر القارئ وما يفرضه هذا الاختلاف من اختلاف في التصورات عن الكون والحياة، واختلاف تجربة الكاتب عن القارئ، وهذه العوامل وامثالها ربما ابعدته مسافات عن المؤلف ومراده الحقيقي أو فهم الفكرة المحورية التي تدور حولها النصوص، فما العمل من اجل الوصول إلى مراد النص وتوقعات الكاتب؟ أم لابد من الرضا والقناعة بهذا الواقع، وإن مدى قدرتنا هو الوصول لما يفهم من النص، لا  ما يريد أن يقوله النص حقاً، فهناك حاجز دائم بين النص والمؤلف والقارئ وفهمه، هو القارئ ومعلوماته وشخصيته وذاتياته. فكيف نرفع هذا الحاجز لنتوصل إلى مراد النص حقيقة؟.
إن هذه المسائل لابد من معالجتها قبل الدخول في دراسة النص، أو حتى قبل الدخول في دراسة العلم. وقد أطلق البعض عليها وامثالها اسم فلسفة العلم، كما في فلسفة الفقه، فهي مسائل خارجة عن العلم وعصره ولكنها مؤثرة فيه، ولابد من معالجتها قبل الخوض في مسائل العلم، كما سنشير لبعضها مما يتعلق بالفقه. وكذلك هناك بعض المسائل لها تأثيرها في فهم النص، ولعلها تشكل عقبات في طريق فهمه، نشير إليها بإيجاز حيث نلخّص فيها آراء البعض في هذا المجال:
١ ـ لابد من وجود معلومات مسبقة في فهم أي نص وتفسيره.
ولا يمكن دراسة النص بدون تلك المعلومات المسبقة أو القبليات وإن كانت مجملة، فربما لا ينتبه القارئ لفكرة النص، إذا لم يكن يحمل في ذهنه شيئاً من هذه المعلومات. ولكن كيف يمكن أن نتجنب