النظام الدولي والتنمية في العالم الاسلامي(١)
محمود سريع القلم(٢)
يهدف البحث الى تشخيص مكانة الدول الاسلامية في النظام الدولي في مجالات الثروة والقدرة، وهذا يتطلب دراسة المراحل التالية:
١ـ الاسس العالمية للتنمية الثابتة والشاملة، وهي:
الانسجام الفكري، تدوين القوانين الاجتماعية، حجم زيادة الثروة الوطنية.
٢ ـ ظروف العالم الاسلامي بالقياس الى اسس التنمية.
٣ ـ وفرة المواد الخام.
الاسس العالمية للتنمية
طرحت خلال تاريخ التنمية منذ القرن الاخير مجموعة من الاسس المنهجية، البعيدة عن الايديولوجيا والسياسة، والمستقلة عن التيارات والرهبانية السلوكية والفكرية.
ورغم ان طيفاً واسعاً من تلك الاسس يمكن اثباتها ومناقشتها غير اننا اخترنا منها ما هو مهم وضروري لهذه الدراسة.
أ ـ الانسجام الفكري
ان مثلث: (حجم زيادة الثروة الوطنية، الانسجام الفكري، القوانين الاجتماعية المدونة) سيكون موضع اهتمامنا. وبعبارة اخرى، يجب على كل مجتمع يروم النمو ان يتناول اركان هذا المثلث بشكل متميز. ورغم قدرة التيارات الفكرية والرأسمالية العالمية على التأثير في تقوية هذا المثلث، لكن اسس وقوة حركة هذا المثلث داخلية، وترتبط بالتراكم المعرفي للافراد. وإلاّ فاجتماع العقل الخارجي مع الجهل الداخلي لا يحقق لنا التنمية، وعلى الاقل لا يحقق المصداق المطلوب. فالدول التي اصبحت دولا صناعية حديثاً تستفيد من الامكانات الخارجية، إلاّ ان عقل النخبة المحلية المحرك (من اصحاب القدرة والثروة) شرط اساس في التقدم. والبحث في (مثلث التنمية) يعود الى بحث سابق قد تناولنا فيه تلك المفردات(٣).
اما المقصود من الانسجام الفكري في مجتمع ما فهو وجود مفاهيم اقتصادية، سياسية وثقافية مشتركة بين الشخص المخطط والشخص العامل.