اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)        المرء أحفظ لسرِّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      
الحوزة > المرأة والتنمية الإجتماعية من وجهة نظر الإسلام الصفحة

المرأة والتنمية الاجتماعية من وجهة نظر الإسلام
الشيخ محمد علي التسخيري
قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)(١).
إذا كان لنا أن نعرّف التنمية الاجتماعية بتعريف عام، امكننا القول: إنّ المراد منها هو (التحرك الاجتماعي الواعي المنظم، والمنسق على مختلف الاصعدة المادية، والمعنوية نحو الافضل انسانياً).
وهذا التعريف يستبطن عناصر من قبيل:
١ ـ الهدف الانساني المتميز عن الاهداف الحيوانية الغريزية العمياء، وإنما تكتسب الحركة هذه الهدفية إذا كانت منسجمة مع تطلعات الفطرة الانسانية ومؤشراتها.
٢ ـ الحركية الارادية نحو هذا الهدف الانساني، وهي متميزة أيضاً عن الحركية الحيوانية، لأنها حركة وعي وارادة وتعقل.
٣ ـ التناسق، والتنظيم، والتناسب بين كل الجوانب المادية، والمعنوية من خلال هذه الحركة، وهذا شرط اساسي، فالتنمية التي تهمل عنصر التناسب تصاب بتورم ونمو غير طبيعي في جانب أو جوانب، مع خمول الجوانب الاخرى الامر الذي يعرض المسيرة الاجتماعية لاختلال التوازن ومن بعد التمزق أو التطرف.
٤ ـ الاجتماعية في التحرك، بمعنى أن كل جزء من الاجزاء المكوّنة للمجتمع يجب أن يساهم في هذا التحرك وينمو من خلاله، وبمعنى أن الآثار التي سيتركها هذا التحرك يجب أن تنعكس على مختلف العناصر والمكوّنات الاجتماعية.
بعد هذه المقدمة احاول أن يكون حديثي في موضوعين:
الأول: الاشارة إلى دور المرأة في عملية التنمية الاجتماعية.
الثاني: الاشارة أيضاً إلى لقاءات ومؤتمرات الامم المتحدة في هذا الصدد.
النقطة الأُولى: دور المرأة في عملية التنمية الاجتماعية
والمرأة تارة ننظر اليها بوصفها إنساناً فعالاً في عملية التنمية، واخرى نركز عليها بما لها من خصائص تنفرد بها باعتبارها الأم والبنت والاخت والزوجة، وهي بهذا الاعتبار تمتاز على الرجل بما تحمله من طاقات عاطفية متميزة، وقدرات تكوينية مؤثرة، ومن ثم ما تحمله من وظائف اجتماعية فريدة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) النحل: ٩٧.