اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)        ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)        عوّد نفسك التصبُّر على المكروه ونعم الخلق التصبّر. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      
البحوث > المتفرقة > الإسلام ودوره الجديد في أمريكا الصفحة

الإسلام ودوره الجديد في أميركا
الدكتور السيد زهير الأعرجي
لا يستطيع المرء أن يفهم رسالة الإسلام الجوهرية في المجتمع الأميركي المعاصر، ما لم يفهم بكل دقّة ذلك النظام الاجتماعي بما يمثّله من قوة دينية واقتصادية وتشريعية. فالظلم الاجتماعي على صعيد الأجناس المختلفة، وانعدام العدالة الاجتماعية بخصوص توزيع الثروة، والظلم الذي يلحق النساء فيما يتعلق باستخدام أُنوثتهنّ لمصالح مادية، وعدم قدرة النصرانية على تقديم نظام اجتماعي متكامل. كل هذه العوامل مجتمعة تجعل الإسلام، النظام المثالي الذي يعالج مشاكل المجتمع الإنساني عموماً، وبضمنها الأميركي الرأسمالي، ويقدّم أفضل الحلول لأخطر القضايا الاجتماعية التي تهمّ الانسان المعاصر. وليس غريباً إذن، أن نجد انشداد الشرائح الاجتماعية المتأثرة بعملية الصراع الاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي بمفاهيم الرسالة الإسلامية.
ومن أجل تشكيل صورة موضوعية متكاملة عن دور الإسلام الجديد في المجتمع الأميركي لابدّ من دراسة المواضيع التالية :
النصرانية والإسلام.
العبودية في أميركا ودور الإسلام المستقبلي.
انعدام العدالة الاجتماعية.
النشاط الإسلامي الجديد.
١ ـ النصرانية والإسلام
لا شك أن التقدم العلمي المعاصر في فنون الاتصالات والإعلام والنشر ساهم بشكل فعّال لا في نقل المعتقدات والأفكار من مجتمع إلى آخر فحسب، بل في إثبات قوة وموضوعية رسالة الدين الحقيقية بين المذاهب والأديان المتصارعة على الساحة الفكرية. ومما يزيد مواضع الاحتكاك بين الإسلام والنصرانية أن كليهما يؤمن بكل قوة في نشر عقيدته بين المجتمعات الإنسانية. فالإسلام على لسان القرآن الكريم يدعو المؤمنين به إلى نشر عقيدة التوحيد (أُدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة)(١)، بينما تدعو النصرانية إلى عقيدتها لمعرفة كتاب عيسى المسيح ـ عليه السلام ـ الذي يدعو البشرية، بزعمها، إلى معرفة الله سبحانه باعتباره أباً للجميع كما تدّعي (ها أنا أُرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام)(٢).

(١) النحل : ١٢٥.
(٢) انجيل متّي : ١٠ : ١٦.