كفى بالقناعة ملكاً وبحسن الخلق نعيماً/ نهج البلاغة ٤: ٥١.      الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      الغيبة جهد العاجز. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)      
البحوث > الرجالية > محبة أهل البيت عليهم السلام كيفية تحصيلها الصفحة

محبة أهل البيت عليهم السلام مقدارها وكيفية تحصيلها
الشيخ نائل الحسيني
من الواضح أن مودة ومحبة أهل البيت عليهم السلام هي من الأمور المسلمة لدى جميع المسلمين عامتهم وخاصتهم، التزاما منهم بالأمر الإلهي بمودتهم، حيث قال تعالى:  (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (١).
حيث جعل سبحانه وتعالى في هذه الآية أجر الرسالة هي مودة أهل البيت عليهم السلام، فشكر الباري تعالى حق شكره على نعمة الإسلام وتثمين جهود الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى وإخراج الناس من ظلمة الكفر إلى نور التوحيد لا يتم إلا بمودة أهل البيت عليهم السلام، ومن خلال مراجعة سريعة إلى ما كتبه المسلمون في تفسير آية المودة يتضح معنى كلامنا.
لكن يبقى سؤال وهو: ما المقدار الواجب في حب أهل البيت عليهم السلام، فنحن نرى البعض يود أهل البيت عليهم السلام ولكن في نفس الوقت يتقرب إلى أعدائهم فهل هذا مصداق المودة التي أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بها أم لابد أن تكون المودة بدرجة أعلى لا يرضى الله سبحانه وتعالى بأقل منها؟
لو راجعنا الروايات الشريفة لرأينا أن تؤكد على مرتبة محددة من المودة والحب لأهل البيت عليهم السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)(٢)، ففي هذا الحديث الشريف يشترط الرسول صلى الله عليه وآله محبته في أصل الإيمان، إذن فهذه درجة من درجات المودة والحب التي لابد من الالتزام بها.
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله يشترط فيها درجة أعلى من المحبة حيث يقول: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته ويكون أهلي أحب إليه من أهله وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته)(٣).

١ ـ الشورى آية ٢٣.
٢ ـ ميزان الحكمة، ج١ ص٥١٨.
٣ ـ بحار الأنوار، ج١٧ ص١٤.