إذا تم العقل نقص الكلام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)        إسع في كدحك ولا تكن خازناً لغيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      بكثرة الصمت تكون الهيبة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)      
البحوث > الرجالية > أفضل الدين الكاشاني الصفحة

افـضل الديـن الكـاشانـي
الدكتور محمود محمد الخضيري
من أوهام المؤرخين في القرن الماضي ـ أفضل الدين وصلته بالنصير الطوسي ـ درجته في الشعر ـ مؤلفاته بالفارسية والعربية ـ تحليل المطالب الإلهية ـ رأيه في قياس الخلف ـ تأثير " العرفان " على فلسفته وتصوفه.
في النصف الأول من القرن الماضي لم يكن علماء أوربا يعرفون من أسماء الفلاسفة الاسلامييين إلا قليلا ممن نقلت آثارهم إلى اللغة اللاتينية في العصور الوسطى وكان عدد هؤلاء الفلاسفة لا يزيد على العشرة، أو لهم الكندي، وآخرهم في الزمن ابن رشد الأندلسي، وذهب بعض هؤلاء العلماء إلى أن تاريخ الفسلفة في الإسلام انتهت آخر صفحة من صفحاته بوفاة ابن رشد، على أن علماء أوربا عدلوا بعد ذلك عن هذا الرأي الفاسد، وهداهم بحثهم واجتهادهم إلى أن الفلسفة ظهرت في الإسلام قبل زمن الكندي، وأن تاريخها أعمق وأغنى مما كانوا يتصورون، وأن المسلمين ظلوا يشتغلون بالفسلفة في مختلف البلاد، يفكرون في مسائلها الكبرى، ويدرسونها، ويؤلفون فيها الكتب، سالكين شتى المناهج، ومتجهين بالفكر الفسلفي مختلف الاتجاهات والمذاهب، وكانت بعض البلاد أكثر أحيانا في هذا المجال رجالا من البعض الآخر، فينتقل بعضهم من بلد إلى بلد حيث تلقى تعاليمه بيئة مختلفة فيكون لها مع القبول والاجتهاد نتائج مغايرة، وكثيراً ما كان طالب الفلسفة يهاجر قاصدا الأخذ عن فليسوف ذاع صيته يقيم في بعض المدائن أو القرى يستقبل الراغبين في الأخذ عنه لا يردّ عن منهله أحدا منهم.
وفي الحقيقة ان الحضارة الإسلامية أنتجت من الفلاسفة عدداً كبيرا لم يحط به الإحصاء بعد، ومن عُرف من هؤلاء، فان مؤلفاته لم يوقف عليها جميعاً، بل لم تحصر أسماؤها جميعاً، ولذلك ينبغي ألا يأخذنا العجب إذا فاجأنا يوماً أحد الباحثين الموفقين باستكشافه لآثار فكرية قيمة تركها فيلسوف إسلامي مغمور لا يعرف أكثر المشتغلين بتاريخ العلوم الإسلامية عنه شيئا قبل إعلان هذا الكشف.
وإني مخصص هذا المقال لفليسوف إسلامي إيراني فذ. جمع إلى درايته بالفلسفة وإحاطته بالكثير من فنونها، النبوغ والتفوق في الشعر. ومع ذلك فهو مجهول في مصر لا أعرف فيها أحدا عني بدرس أفكاره، أو تتبع سيرته. هذا الفيلسوف الشاعر هو أفضل الدين محمد الكاشي أو الكاشاني، وقد يذكر بلقبه فقط، وهو بابا أفضل الدين، وينسب إلى