ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      لن تقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ١٠٢)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)      كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
البحوث > الرجالية > نظرة خاطفة في منهج إبن الغضائري الصفحة

نظرة خاطفة في منهج ابن الغضائري
الشيخ حميد البغدادي
 
كان لعلم الحديث الشريف ـ السنة المطهرة الشاملة لأحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة (عليهم السلام) ـ ، الدور المهم والأساس في تشكل  الثقافة والحضارة الإسلاميّة، والمصدر الثاني ـ بعد القرآن الكريم ـ لاستنباط الأحكام الشرعية.
 
أهمية البحث والدراسة الرجالية:
اهتم علم الرجال(١)  بنقد وتنقية أسانيد الروايات، وبذلك اكتسب أهمية بالغة، فكانت دراسته وتتبع أحوال الرواة ودراسة التقييمات الرجالية من المقدمات المهمة في الاستنباط، وأولاها العلماء الاهتمام البالغ، فعلم الرجال من المقدمات الأساسية لعملية استنباط الحكم الشرعي، بل لمختلف الدراسات الفكرية والعقائدية ولفهم الدين؛ باعتباره الأداة التي يمكن من خلالها تمييز الغث من السمين في الروايات المنقولة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واله(عليهم السلام)، وعمدة التراث الرجالي الشيعي من نتاج القرن الرابع والخامس الهجري ، حيث اعتمد علماء الطائفة في توثيق وجرح الرواة على تقييمات علماء هذه المرحلة، وكما هو معلوم للباحثين فمن ملاكات معرفة الراوي وحاله  تقييمات و تصريحات مشايخنا المتقدمين.
 
أحمد بن الحسين  ‏بن عبيداللَّه الغضائري الواسطي البغدادي
 من كبار العلماء، ومن أعلام القرن الخامس الهجري، ألّف العديد من المؤلفات أهمها كتاب الضعفاء، الذي اختصه بذكر الضعفاء.
 ويجد الباحث الاهتمام البالغ بأقواله حيث تقارن بتقييمات الشيخ النجاشي والشيخ الطوسي وذلك لكون هذا الرجل من أئمة الفن والمتضلعين في هذا العلم.
ومما يؤكد أهمية بحث ودراسة هذه الشخصية العلمية وطريقة تقييماته ومنهجه الرجالي وقوع الخلاف الشديد في قبول أقواله، فمن ذاهب إلى اعتماده بالمطلق ومن رافض لذلك بالمطلق أيضا.
كما إن تصنيف كتاب يهتم بالضعفاء من الرواة يزيد البحث أهمية فابن الغضائري من الرواد في ذلك وهو يكشف جانبا من شخصيته الرجالية المتميزة.

[١] علم الرجال: علم يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث التي لها دخل في جواز قبول قولهم وعدمه، كليات في علم الرجال، الشيخ جعفر السبحاني، ص ١١.