الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      خاطر من استغنى برأيه. ( نهج البلاغة ٤: ٤٨)      من كتم سره كانت الخيرة بيده. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      
البحوث > الرجالية > رشيد الهجري الصفحة

رُشَيد الهَجَري
* حسين الشاكري
هو أحد حواري الإِمام علي (عليه السلام) وأصفيائه، وأحد أعلام عصره، في ولائِه، ودينه وعلمه، وتقواه، وثباته على المعاناة، حتّى لقّبه الإِمام (عليه السلام) وسمّاه « رشيد البلايا ».
صحب هذا التابعي العظيم « رشيد الهجري » إمامه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأتبّعه إتّباع الفصيل اثر أُمّه، والظلّ لصاحبه برهةً من الزمن حتّى التحق بالرفيق الأعلى، ولم يتح لغيره إلاّ نادراً مثل هذه الفرصة، وكانت له عند إمامه منزلةٌ مقرّبة رفيعة ليست لأحد سواه، إلاّ للحواريّين من أمثال ميثم التمّار، ومالك الأشتر وكميل بن زياد، وحجر بن عدي، ومحمّد بن أبي بكر، وغيرهم وقد بلغ من الإِطمئنان به أن جعله موضع بعض أسراره وقد كشف له بعض الاُمور المهمّة التي ربّما لا يتحملّها غيره منها علم المنايا والبلايا، وما سيجري عليه وعلى أصحابه من اُمور عظام وما يلاقيه من معاناة وتعذيب وإبادة.
وأوّل عمل قام به الدعي زياد ابن أبيه حينما دخل الكوفة أميراً عليها بعد البصرة تتبّع شيعة علي ومطاردتهم بكلّ ما يملك من سبل البطش والتنكيل لأنّه الخبير بهم حيث كان من أصحاب الإِمام علي (عليه السلام) حتّى وصل الدور إلى البطل الصامد « رشيد الهجري » وقد وضّف الطاغية جميع أجهزة الدولة بما فيهم جواسيسه وعيونه والمرتزقة الذين يلحسون قصاعه لمطاردة « رشيد الهجري » والقبض عليه وجلبه مخفوراً إليه، ولم يهدأ له بال ولا قرار حتّى يلقي عليه القبض لقتله والتنكيل به.
فصار « رشيد الهجري » ينتقل من دار إلى دار بين أصحابه مستتراً بهم ومعرضاً لهم للقتل والإِبادة من قبل السلطة الغاشمة.
حتّى ساقه القدر أن دخل دار صديقه أبي أراكة، وما أن شاهده هذا حتّى انتفض رُعباً وفزعاً، وعلت الدهشة وجهه، وجفّ ريقه، وفغر فاه، وخفض صوته وهو يدير طرفه في الجالسين عنده، ليستطلع خبرهم هل شاهده أحدهم عندما دخل رشيد الهجري داره ؟
ونهض أبو أراكة من مجلسه بعد أن خرج زوّاره والأرض تميد به، ودخل على زوجته واسنانه تصطكّ من الخوف والرعب، وأتت زوجته إليه مندهشة من حاله لتستطلع الخبر وتسأله عمّا دهاه ؟ وتمدّ أذنها مشدوهةً إلى فم زوجها المرعوب ليهمس فيها، قائلاً وهو يشدّ عليها بأطراف