لا يستحين أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)        من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      أكبر العيب ما تعيب ما فيك مثله. ( نهج البلاغة ٤: ٨٢ )      
البحوث > الاصولية > الجدل الفلسفي السياسي في فكر الشهيد محمد باقر الصدر الصفحة

الجدل الفلسفي السياسي في فكر الامام الشهيد السيد محمد باقر
الصدر
 ا. محمود حيدر
مسعى هذه المداخلة، وهي ان تقف على جدل الفلسفي السياسي في فكر وتجربة الامام الشهيد محمد باقر الصدر. لقد وجدت الاخذ بهذا الاشكال كسبيل للاقتراب من فضيلة المسألة، وهي فضيلة اخذ الامام الشهيد بها اخذ أولي العزم، فمنحنا كما منح أصحاب جيله ومن بعدهم مزية النظر الفسيح في الدين، فما اراد بذلك غير وجه الحق وتدبير امر الخلق بالحق.
خيار الامام الشهيد في هذا كقدره ان يحفر في المكان الصعب، وان يتهيا من البدء للمشقة، لم يشا ان يجيئنا بأطروحة باردة، فكان ان وجد نفسه في تحد مفتوح داخل اجتماعين مشدودين بعصب السؤال الذي لا ينتهي ولا ياتي الجواب عليه بيسر، عنيت بهما الاجتماع الديني والاجتماعي السياسي. كان يدرك ان بالامكان جمعهما في واحد، ويقينه انهما على نفس الامر بالاسلام، وقد فرقهما الحادث التاريخي، ومنطق القوة،ورق الافعال، ولان الدين عنده هو الوعأ الذي تنطوي فيه المعارف البشرية على اختلاف رؤاها واشكالها ومقاصدها، صارهينا عليه جمع الفلسفة الى السياسة، وكان عليه ليفعل ذلك ان يتحصن بالشريعة، ليؤتيها بحصاد الرحلة المعرفية الطويلة طلبالحسن العاقبة.
هو يدرك ان ضفتي الاشكال يحملانه على المخاطرة،خصوصا وان اقامة فلسفة للاجتماع السياسي الديني دونهاسجال لا نهاية له، ذاك ان الحفر في هذه المنطقة بالذات سيدفعه الى خطوط المواجهة المتقدمة مع تيارات آيديولوجية وسياسية واسعة سحابة عقود ثلاثة متصلة.
واذا كان السجال مع التيارات الماركسية والليبرالية والقومية ولا سيما في لحظة صعودها في الخمسينات قد اخذ المساحة الكبرى من نصوص الشهيد الصدر فان هذا لم يكن بمعزل من سجال مواز داخل الاجتماع الديني والحوزات العلمية. ولو شئناان نضي على هذا الوجه السجالي عند الامام الشهيد لنظرنا اليه من الوجهة التي تسددها من ارادة معرفية، غايتها ترسيخ مساردينامي ينتسب الى فضأ المرجعيات النقدية على مستوييها الشرقي الاسلامي والغربي. وهي مرجعيات تعاند الاستلاب وتكشف عوامل التشيؤ الفكري والثقافي، وتحفظ للعقل امكاناته ومحاكمة آلياته وتقويم عطاآته.