العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )      اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      الغيبة جهد العاجز. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفي سنة ٣١٠ هـ
قدم له الشيخ خليل الميس
ضبط وتوشيق وتحريج صدقة حميد العطار
الجزء التاسع العشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو
يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا أصحاب
ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يليتني اتخذت مع الرسول
وقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك
وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك
ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا
وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا
وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا
ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا
وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله
إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف
أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شآء لجعله
وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار
وهو الذي أرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته وأنزلنا من
ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين
وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج
وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان
ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان
وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا قل مآ أسألكم عليه من
وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به
الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام ثم
وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما
تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا
الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما
والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما
خالدين فيها حسنت مستقرا ومقامائ قل ما يعبأ بكم ربي
سورة الشعراء
طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا
إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها
وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه
فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
أولم يروا إلى الارض كم أنبتنا فيها من كل زوج
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك
وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون
قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق
قال كلا فاذهبا بآياتنآ إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا
قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم
وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل قال فرعون
قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبآئكم الاولين
قال أولو جئتك بشئ مبين قال فأت به إن كنت
قال للملا حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم
فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون
فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لاجرا إن كنا
فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة
اقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولاصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير
إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنآ أول
فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم
إن هؤلاء لشرذمة قليلون
فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها
فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا
وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا
واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون
قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا
قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الاقدمون فإنهم عدو
الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت
والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق
واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لابي إنه كان من
وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما
قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين
وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك
كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا
فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري
قالوا أنؤمن لك واتبعك الارذلون قال وما علمي بما كانوا
وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين قالوا
قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك
كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون
أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا
فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام
قالوا سوآء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن
هذا إلا خلق الاولين
فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون
أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل
ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون
مآ أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من
فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما
كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا
أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من
قالوا لئن لم تنته يلوط لتكونن من المخرجين قال إني
رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا
ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فسآء مطر المنذرين إن
كذب أصحاب الايكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون
وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب
وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا
واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين قالوا إنما أنت من المسحرين
قال ربي أعلم بما تعملون فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك
وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك
وإنه لفي زبر الاولين أو لم يكن لهم آية أن
فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون
أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون مآ
وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا
فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين وأنذر
فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون وتوكل على العزيز
هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك
والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون
سورة النمل
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين
إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون
وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى
يموسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك فلما رآها
وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في
فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها
ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا
وورث سليمان داوود وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا
وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون
حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يأيها النمل
فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك
وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من
فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك
إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش
ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب ء في السماوات والارض
قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا
قالت يأيها الملا إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من
قالت يأيها الملا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا
قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة
وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء
قال يأيها الملا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين
قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين
فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم
وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من
قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن
ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا
قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل
وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون
ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان
فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لاية لقوم
لوطا إذ قال لقومه ءأتأتون الفاحشة وانتم تبصرون إئنكم