خض الغمرات للحق حيث كان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      لا تظنن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً. ( نهج البلاغة ٤: ٨٤ )      آلة الرياسة سعة الصدر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)       المال مادة الشهوات. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      
البحوث > الحديثية > مستويات ومراتب الإمامة الصفحة
مستويات و مراتب الامامة
احمد سعيد
للامامة مستويات ومراتب تبعاً للمسؤولية الواقعية في حركة الامام والرسالة والمجتمع، وتبعاً لظروف بسط اليد والقدرة على تنفيذ المسؤولية عملياً، وعلي ذلك فلها مستويان او مرتبتان:
المرتبة الاول: تعني النيابة والخلافة المباشرة من الله تعالى عن طريق انسان معين كالنبي والاوصياء ، حيث يقوم الامام بدور الحجة على الناس جميعاً في كل زمان ومكان، ومهمته ربط الناس جميعاً بالله تعالى فكريا وعاطفياً وسلوكياً، فيكون دوره دور القدوة ، ودور الائتمام به في قوله وفعله ، وهذه المرتبة ممتدة عبر الازمان الى يوم القيامة.
المرتبة الثانية: تعني ادارة الشؤون العملية في الواقع، كتطبيق الشريعة واقامة العدل والحكم بين الناس ، وادارة الاقتصاد والاجتماع وغير ذلك ، وبمعنى آخر قيادة الدولة والاشراف على حركتها.
والمرتبة الاولى من مراتب الامامة لا تتخلّف عن الامام مهما كانت الظروف والاحوال ، سواء استجابت له الأمة أم لم تستجب، او بايعته الأمة ام لم تبايعه، او بسطت له اليد ام لم تبسط ، فالامامة باقية، ويبقى من يمثلها حجة وقدوة وحلقة الوصل بين الله تعالى والناس ، فيجب الاقتداء به وطاعته وتنفيذ اوامره والانتهاء عن نواهية، ويبقى دوره محفوظاً كما نصَّبه رسول الله(ص) عن الله تعالى.
والمرتبة الثانية فانها قد تتخلّف عن الامام بعصيان الأمة وعدم بسط اليد له للاشراف على قيادة وادارة الدولة، وهذه المرتبة هي التي تسلب من الامام وتغتصب منه، وهي التي حدثت في الواقع بعد اقصاء ائمة أهل البيت(ع) عن مواقعهم في ادارة وقيادة الدولة.
وفي توضيح ذلك نستشهد باقوال امير المؤمنين (ع) في خصوص هذا الاقصاء.
في رسالته الى اخيه عقيل قال(ع): (فدع عنك قريشاً ... فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي)(١)

ا- نهج البلاغة :٤٠٩.