عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      أكبر العيب ما تعيب ما فيك مثله. ( نهج البلاغة ٤: ٨٢ )      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )       لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القران
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفى سنة ٣١٠ هـ
قدم له الشيخ خليل الميس
ضبط وتوثيق وتخرير صدقي جميل العطار
الجزء الخامس عشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
جامع البيان عن تأويل آي القران
سورة الاسراء
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد
سبحان الذي أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى
وءاتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا
ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين
ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر
ثم رددنا لكم الكرة عليهم لبني إسرائيل
إن أحسنتم أحسنتم لانفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين
ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنآ آية النهار
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق
انظر كيف فضلنا بعضهم على وللاخرة أكبر درجت وأكبر تفضيلا
لا تجعل مع الله إلهاء اخر فتقعد مذموما مخذولا
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسنا إما بيلغن
ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان
وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا
وإما تعرضن عنهم ابتغآء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط
إن ربك يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه كان بعباده
ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ
وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن
ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر
ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن
ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع
أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا
ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا
قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا تسبح له السماوات
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا
نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم
انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا
وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا
قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في
ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم
وربك أعلم بمن في السماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين
قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر
أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون
وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو
وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الاولون
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد
قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا
واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا
ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله
وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه
أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا
أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من
يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل
وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره
ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك
وإن كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون
سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن
ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك
وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وننزل
وإذآ أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر
قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك
إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا
قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا
ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى
وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا
أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها
أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله
أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء
وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن
قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا
ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم
ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا
أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والارض قادر على
قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لامسكتم خشية
ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ
قال لقد علمت مآ أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والارض
فأراد أن يستفزهم من الارض فأغرقناه ومن معه جميعا
وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا
قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم
ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله
سورة الكهف
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له
قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا
إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك
فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم
نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم
هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان
وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر
وترى الشمس إذا طلعت تزور عن كهفهم ذات اليمين وإذا
وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم
وكذلك بعثناهم ليتسآءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا
وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة
سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما
ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن
ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا قل
واتل مآ أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون
وقل الحق من ربكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر
أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها
واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب
ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال مآ أظن أن
قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شآء الله لا
فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا
وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على مآ أنفق فيها
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما
واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط
المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك
ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر
ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يويلتنا ما
وإذا قلنا للملئكة اسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق
مآ أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت
ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم
ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل
وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم
وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما
وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا
وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين
فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر
فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا
قال أرأيت إذ أوينآ إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما
قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا
قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت
وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال
قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك
فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق
قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا
فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية
فأنطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية أستطعما أهلها فأبوا أن
قال هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع