لا تظنن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً. ( نهج البلاغة ٤: ٨٤ )        لا تقل ما لا تحب أن يقال لك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)        أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      
البحوث > الحديثية > روايات عبد الله بن مسعود في أهل البيت عليهم السلام الصفحة

روايات عبد الله بن مسعود في أهل البيت عليهم السلام
صادق السوداني
هو أبو عبد الرحمن الهذلي عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن هذيل، من اهل مكة. مات أبوه في الجاهلية، وأمه أم عبد بنت عبد ود بن سط من هذيل ايضاً. أسلمت وصحبت، فلذلك نسب إليها احياناً.
كان أبو عبد الرحمن جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، قرأ القرآن الكريم وعلم السنّة، وكان من الذين شهدوا جنازة ابي ذر ـ رحمه الله ـ وباشروا تجهيزه.
وعن الاستيعاب أن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لنفر من اصحابه فيهم أبو ذر: ((ليموتن أحدكم بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين))، وكان من الاثني عشر الذين انكروا المنكر، ونكيره على الثالث وما جرى عليه من الضرب والاهانة في الكتب مسطور.
وذكر أبو الصلاح في التقريب أنه من المعروفين بولايتهم لامير المؤمنين عليه السلام، وهم عمار وسلمان وأبو ذر والمقداد واُبي بن كعب وابن مسعود، وهم ممن شهد الصلاة على فاطمة عليها السلام.
روى العلامة المجلسي في البحار باباً في وصية النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى عبد الله بن مسعود، وروى اخباراً كثيرة في اخذ القرآن عنه.
قال النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ: ((من أحب أن يسمع القرآن غضاً فليسمعه من ابن أم عبد))، يعني ابن مسعود. وروي أنه اخذ سبعين سورة من القرآن من في رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبقيته من علي عليه السلام.
وفي النهاية في حديث ابن مسعود أنه مرض وبكى فقال: (إنما أبكي لأنه اصابني على حال فترة، ولم يصبني على حال اجتهاد)، أي على سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات.
توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وصلى عليه الزبير بن العوام، ودفن بالبقيع، وكان له نيف وستون سنة(١).
١ ـ عن ابن مسعود قال: إن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ كلم رجلاً فأُرعد، فقال: ((هوّن عليك; فإني لست بملك. إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد))(٢).
٢ـ روى ابن مسعود عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن جبريل ((...أنه من صلى عليك في اليوم والليلة مئة مرة صليت عليه الفي صلاة، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار))(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يراجع الشيخ عباس القمي، الكنى والالقاب ١:٢١٦، وتحفة الاحوذي ١٠:٢٠٨.
(٢) تاريخ بغداد ٦:٢٧٧.
(٣) تاريخ بغداد ٢:٢٥٠.