من أطال الأمل أساء العمل. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      أغنى الغنى العقل. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
البحوث > الحديثية > روايات ام المؤمنين ام سلمة الصفحة

روايات أم المؤمنين أمّ سلمة
صادق السوداني
أم سلمة هي صورة الايمان الراسخ والعقيدة الصحيحة والاستقامة على المبدأ والولاء لأهل البيت ـ عليهم السلام ـ حيث كانت هذه المرأة من بين نساء الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ المفضلة لديه والمقدمة عنده لما لمسه من صلاحها واستقامتها، حيث كان أبرز شيء في حياتها هو حبها لأهل البيت ـ عليهم السلام ـ وانقطاعها إليهم ونصرتها لهم في وقت قل فيه الناصر وكثر فيه الخاذل.
ولأم سلمة مكانة رفيعة في العلم ورواية الحديث فكانت أعلمهن بالكتاب والسنّة بعد خديجة ـ عليها السلام ـ وحتى أن عائشة نفسها قالت لها: انت أول مهاجرة من أزواج الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ وانتِ كبيرة امهات المؤمنين وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقسم لنا من بيتك، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلكِ.
وقال(١) عنها شمس الدين محمد أحمد بن عثمان الذهبي: السيدة المحجبة الطاهرة هند بنت اسيد بن المغيرة... من المهاجرات الأُول وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين ـ عليه السلام ـ فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيراً ; لم تلبث بعده إلاّ يسيراً وانتقلت إلى جوار ربّها.
وقال: كانت تعد من فقهاء الصحابيات(٢) ويكفي في علمها واجتهادها رجوع الصحابي (الكبير) جابر بن عبدالله الأنصاري إليها والعمل بفتواها مع جلالته من بين الصحابة.
روى ابن أبي الحديد عن جابر قال: (لما خفت بسراً وتواريت عنه قال لقومي: لا آمان لكم عندي حتى يحضر جابر فأتوني وقالوا: ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت، فحقنت دمك ودم قومك، فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا ، فاستنظرتهم الليل، فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت: يا بني انطلق فبايع أحقن دمك ودماء قومك فإني امرت ابن أخي أن يذهب ويبايع، واني لا اعلم انها بيعة ضلالة)(٣).
وأم سلمة هي: هند بنت أبي أمية: حذيفة بن المغيرة عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي(٤).
وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكناني.
هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهاجرت إلى المدينة.

(١) أم سلمة، لمحمد زكي بيضون: ١٣٢.
(٢) اعلام النبلاء ٢: ١٤٣.
(٣) شرح نهج البلاغة ٢:١٠.
(٤) كان أبوها أحد أجواد قريش المذكورين، وكان يعرف بـ (زاد الراكب) فكان إذا ذهب في سفر لا يدع أحداً من رفقته يحمل معه زاداً.