من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥ـ ٤٦)       المال مادة الشهوات. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      قدر الرجل على قدر همته. ( نهج البلاغة ٤: ١٣)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفى سنة ٣١٠ ه‍.
قدم له الشيخ الجليل الميسس
ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار
الجزء الرابع عشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
سورة الحجر مكية وآياتها تسع وتسعون
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون
وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم
ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون
وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما
ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الاولين وما يأتيهم
كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد
ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا
ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين
وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه
والارض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ
وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين
وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر
وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم
وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين
ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمإ مسنون
والجآن خلقناه من قبل من نار السموم
وإذ قال ربك لملائكة إني خالق بشرا من صلصال من
فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون
قال لم أكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ
قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من
قال رب بمآ أغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم أجمعين
قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك
وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب
إن المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين نبئ عبادي
ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما
قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون
قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط
قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنآ أرسلنا إلى
فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون
وآتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل
وقضينا إليه ذلك الامر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين
قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا الله ولا
قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين لعمرك إنهم لفي
فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن
وإنها لبسبيل مقيم إن في ذلك لآية للمؤمنين
وإن كان أصحاب الايكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام
ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا
وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين
وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم
لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا
وقل إني أنا النذير المبين كمآ أنزلنا على المقتسمين الذين
فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر
إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
سورة النحل
أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون
ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشآء من عباده
خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون
خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين
والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون
ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون
وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شآء لهداكم أجمعين
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه
ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات
وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
وما ذرأ لكم في الارض مختلفا ألوانه إن في ذلك
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه
وألقى في الارض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم
وعلامات وبالنجم هم يهتدون
أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوا
والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون من
أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون
إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم
لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه
وإذا قيل لهم ماذآ أنزل ربكم قالوا أساطير الاولين
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير
قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد
ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون
الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل
فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين
وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا
جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار لهم فيها ما
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك
فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
وقال الذين أشركوا لو شآء الله ما عبدنا من دونه
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل
أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض أو
أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على
أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ
ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة
يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون
وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد
وله ما في السماوات والارض وله الدين واصبا أفغير الله
وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر
ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون
ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما
ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم
يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على
للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة
ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى
تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان
وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه
والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها
وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من
ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج
والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر
والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا
والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم
ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من
ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن
وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ
ولله غيب السماوات والارض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم
ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما
والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من
والله جعل لكم مما خلق ظلا وجعل لكم من الجبال
فإن تولوا فإنما عليك البلغ المبين يعرفون نعمت الله
ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن
وإذا الذين أشركوا شركأء قالوا، ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين
وألقوا إلى الله يوميذ السلم وضل عنهم ما كانوا
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدنهم عذابا فوق
ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا
وأفوا بعهد الله إذا عهد ثم ولا تنقضوا الأيمن
ولا تكونوا كالتى نقضت عزلها من بعده أنكثا تتخذون أيمنكم
ولو شآء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من
ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها
ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو
وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل
قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا
إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا
أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم
يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس
وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها
ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون
فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام
وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما
إن إبراهيم كان أمة قانتا لله
أدع إلى سبيل ربلك بالحكم والموعظة الحسنة وجد لهم بالتى
وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزون عليهم ولا تك