التفسير القصدي ومقولة الاعتباط
عرض ونقد
السيد علي عباس الموسوي
تمهيد
فتح تطور الابحاث اللغوية لدى الغربيين في ما عرف بعلم الالسنيات الباب امام السؤال عن مدى تاثير هذا التطور - لاسيما بعد ان كان الحديث فيها عن اللغة بوصفها لغة مهما كانت لا عن لغة محددة - على الدراسات الاسلامية، او فقل علىهذا التراث الاسلامي الهائل، لا سيما وان جزءا مهما منه ابتنى على النص، فارتبط باللغة وقواعدها.
ومن ناحية اخرى شكل القرآن الكريم وتفسيره وتاويله المصدر الاول من مصادر المعرفة. ويربط الباحثون الاهتمامباللغة العربية من قبل المسلمين بالقرآن من جهة ان نزول القرآن بلغة العرب ولد هذا الاهتمام، كما ساهم في تطور هذهاللغة وابحاثها. اضف الى ذلك ارتباط الشريعة بالسنة القولية للنبى(ص) والمعصومين(ع) عند الامامية وتطور البحث اللغويعند الاتجاه الاصولي. ومن هذه الدراسات ما نشر حديثا عن المنحى القصدي في التفسير، وهو ما سنقدمه هنا في دراسة مختصرة.
مبادئ التفسير القصدي التفسير القصدي - كما راينا ان نجعله عنوانا لهذه المقالة - هو ما يسميه صاحب هذه النظرية التفسيرية الباحث العراقيعالم سبيط النيلي بالمنهج اللفظي، ويعتبره منهجا جديدا في تفسير القرآن الكريم يعتمد على الغأ الترادف في اللغة ومايتبعه من اعتباط، وينظر الى القرآن بوصفه نظاما لغويا محكما مستقلا بذاته لا يخضع لقواعد الاعتباط اللغوي . ((١)) ونجد هنا من الضروري ان نوضح مفردتى «الاعتباطية» و«القصدية»:
فالاعتباطية هي عبارة عن جزافية الدلالة واتفاقية الارتباط بين الاسمأ ومسمياتها. وقد نظر لهذه النظرية كبار اهل اللغةفي الشرق والغرب، كعبد القاهر الجرجاني و دي سوسير.