الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)        ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة الاعراف (2) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة الأعراف (٢)
الأستاذ الشيخ محمود شلتوت
خلاصة ما سبق ـ الحساب والجزاء: سؤال الرسل والمرسل إليهم ـ الوزن والميزان: مواردهما في القرآن وما يراد بهما ـ نداءات للبشر بوصفهم " بني آدم " ـ سر النداء بهذا الوصف ودلالاته ـ موقف ابليس من أبيهم يقتضيهم الحذر منه ـ الخير والشر جانبان في الإنسان ـ وحي الامتنان باللباس والزينة ـ العرى والتبرج تلبية للشيطان ـ توسط الإسلام في شأن الزينة ـ الحد الفاصل بين المتقين المصلحين، والمكذبين المستكبرين.
خلاصة ما سبق:
عرضنا في العدد السابق لمكان سورة الأعراف في الترتيب المصحفي، وفي ترتيب النزول وقلنا، إنها أول سورة عرضت لتفصيل لم يعهد قبل نزولها في بعض قصص الأنبياء مع أممهم، وكذلك عرضنا لبيان المقصود منها، وقلنا، إنه المقصود من السور المكية كلها وهو: تقرير عناصر الرسالة المحمدية، وبعبارة أخرى، العناصر الأولى للرسالة الإلهية العامة إلى الخلق أجمعين، وهي: تقرير التوحيد لله الخالق في العبادة والتشريع، وتقرير البعث والجزاء.
وتقرير الوحي والرسالة بوجه عام، وتقرير رسالة محمد آخر الرسالات الإلهية بوجه خاص. وأشرنا إلى مواضع تلك العناصر من السورة. وأن السورة مهدت للدعوة إليها بآية واحدة جاءت في أولها متضمنة الأمر بالجانب الإيجابي من هذه العناصر، والنهي عن الجانب السلبي وهي قوله تعالى " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ". ثم عرضنا لما سلكته السورة في الدعوة إلى هذه العناصر، وهي الأساليب التي سلكها القرآن الكريم في جميع سوره، مفرقة تارة، ومجتمعة أخرى. وهي أساليب تتمشى مع الطبيعة الإنسانية في الدعوة إلى أي مبدأ، أو أي دين، فهي ترجع إلى سبيل التذكير بنعم صاحب الدعوة، والنعم من شأنها أن تحمل الإنسان على شكر المنعم بما يطلب من إيمان وعمل، والى سبيل التخويف بالعذاب، الذي يقدر عليه صاحب الأمر ومصدر الدعوة، وهذان: التذكير بالنعم، والتخويف بالعذاب، أسلوبان لهما أثرهما في جميع الطبقات البشرية، يستوي في التأثر بهما من كان من أهل النظر والاستدلال، ومن كان من أهل العاطفة والوجدان.
أما الأسلوبان الآخران، فهما، أسلوب الحجة يوجه إليها عن طريق الآثار الدالة على كمال الصنع وقوة التدبير. وأسلوب دفع الشبه التي يثيرها المعاندون المستكبرون بقصد