لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)        اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة المائدة (8) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة المائدة ٨
آيات التفسير ـ مراعاة حق القطرة بالنهي عن تحريم الطيبات ـ عمارة الكون تقتضي خلق الانسان روحياً مادياً معاً ـ النظرة تأبي ما ننافيها ـ نزوع أهل الاديان السابقة إلي مقاومة الفطرة: الرهبانية ابتداع من المسيحين ـ خطر المادية المتحللة ـ توسط الإسلام ـ سبب نزول آيات التفسير ـ إعطاء النفس حقها المشروع لا ينافي تقوى الله ـ حرمان النفس من الطيبات بقصد تهذيبها استظهار وتزيد على الله ـ توسط الإسلام أصل إصلاحي عظيم الاثر في البشر ـ (شبه لدعاة التزهد والتقشف: سير الصالحين والراشدين. أثر الترف في إفساد الأمم. حملة القرآن على أهل الترف) ـ (الجواب عن هذه الشبه. الولاة قادة وقدوة. الأمم تدعي إلي التقشف في بعض ظروفها كعلاج واستعداد ـ القرآن إنما حمل على المسرفين في ترفهم) ـ أحكام الحلف ومناسبة ذكرها في هذا الموضع ـ حكمة الإسلام في تشريع الكفارات لمس تورط باليمين أو الخطأ أو الالتزام ـ الإسلام يؤثر فعل الخير والبر على التمسك باليمين المنافى لهما ـ التفرقة بين اللغو وما عقدت عليه العزائم ـ الكفارات من أعظم أبواب البر ـ وجوب حفظ الايمان وما يوحي به الأمر بذلك .
آيات التفسير: نستعين الله تعالى ونتابع والكلام على الآيات الكريمة التي جاءت في سورة «المائدة» مصدرة بالنداء الالهى للمؤمنين، وقد انتهى ما أردناه من الكلام على تسع من هذه الآيات، وهذا هو النداء العاشر:
قال الله تعالي:
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ * لاَ يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ».
مراعاة حق الفطرة بالنهي عن تحريم الطيبات:
هذا أحد العقود التي جاءت بها السورة، وأمرت في أولها بالوفاء بها، وموضوعه مبدأ من أهم المبادى ء الاسلامية التي جعل الله المسلمين بها أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس، ذلك المبدأ هو مراعاة حق الفطرة الانسانية، والنهي عن سلوك السبيل التي سلكها أهل الاديان السابقة ،أو بعض الفلاسفة، من تعذيب النفس وحرمانها من الاخذ بما يلائم الفطرة، ويحقق المتاع الجسمي الطبيعي، إيثاراً لتهذيبها، وميلا إلي تقوية الجانب الروحي فيها، فالقرآن الكريم يبطل هذا في قوة وحزم، وينهى المؤمنين عنه في عقد بجعله في سورة «العقود» ويصف ما أحله للناس بأنه طيبات، إيحاءً لهم بأن إحلاله إنما كان لطيبه، وطيبه يدل على خلوة مما يؤذى النفس مادياً أو معنوياً، واشتماله على ما