قيمة كل امرئ ما يحسنه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)        ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)        حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > القرآنية > المذهب التاريخي في القرآن الصفحة

المذهب التاريخي في القرآن
* الشيخ محمد مهدي الآصفي
فلسفة التاريخ:علم حديث بالمعنى المنهجي المطروح اليوم في الثقافة المعاصرة.ومهما قيل في الجذور التاريخية لهذا العلم فإن هذا العلم بالمنهجية المعاصرة أمر جديد في ثقافة الإنسان.
هذا العلم يعنى باكتشاف القوانين الحاكمة على التاريخ, لتقنينه واكتشاف العلاقة بين حوادثه.
ولئن كان هذا العلم أمراً جديداً,في الثقافة الإنسانية, فإننا نجد أن القرآن الكريم يطرح أفكاراً, وآراءً وقوانين محددة في هذا المجال, ومن الممكن تجميع هذه الأفكار, والتصورات, والقوانين وتنظيمها واستخراج المذهب القرآني في التاريخ منها.

تمهيد
في تفسير وفهم التاريخ أمامنا ثلاثة اتجاهات علمية معاصرة نقف وقفة قصيرة عند كل واحد منها, ليتسنى لنا الانطلاق منها ـفي هذا التمهيد ـ إلى معرفة المذهب التأريخي في القرآن.
الإتجاه الأول: ينفي إمكان فهم وتفسير التاريخ على أساس قانون العليّة, وينفي وجود الحتمية العليّة في التاريخ بالقوة والوضوح اللذينِ نجدهما في الفيزياء والميكانيك مثلاً من دون أن ينفي أصحاب هذا الإتجاه قانون العليّة رأساً في التاريخ.
وإنما يعتقدون أن حضور (إرادة الإنسان)في ساحة الحضارة والتاريخ, بما تمتلك هذه الإرادة من حرية القرار, والإختيار, تحجم دور قانون العليّة, وتقلل من حجم الحتمية والتعميم, في مساحة التاريخ.