من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )     صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ٧٦)      شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره. ( نهج البلاغة ٤: ٢٨)      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      
البحوث > القرآنية > مراحل تأريخ الإنسان في القرآن الصفحة

مراحل تأريخ الإنسان في القرآن
الشيخ محمد مهدي الآصفي
(كان الناس امةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين...)(١).
حينما نقرأ كتاب الله المجيد نجد أنه ذكر اربع مراحل متميّزة لتأريخ البشرية هي:
١ - مرحلة (الميثاق) الفطري: وتبدأ بنبيّ الله آدم عليهه السلام.
٢ - مرحلة (الشهادة): وتبدأ بنبيّ الله نوح عليه السلام.
٣ - مرحلة (الامامة): وتبدأ بنبي الله ابراهيم عليه السلام.
٤ - مرحلة (الوراثة): وتبدأ بظهور الامام المهدي من آل محمد عجل الله فرجه.
ان هذه المراحل تتميّز ببداياتها، ولكنّها تتداخل في امتداداتها، أي: ان المرحلة الاولى اذا كانت قد بدأت بآدم عليه السلام، فانها لا تنتهي برسالة نوح عليه السلام، وانما يضيف الله تعالى منذ عصر نوح عليه السلام عاملاً جديداً في حياة الانسان لهدايته، وتوجيهه الى التوحيد، وذلك هو عامل (الشهادة)، ثم يضيف عاملاً ثالثاً هو عامل (الامامة) وزعامة حركة التوحيد منذ بعث ابراهيم عليه السلام
ان العوامل الثلاثة الاولى قد اجتمعت وتواصلت في حياة الانسان منذ مبعث رسول الله ابراهيم عليه السلام فكانت المرحلة الثالثة من حياة البشرية، والمرحلة الرابعة ستكون على يد الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الذي يطهّر الارض من الشرك، وهي مرحلة الميراث حيث يرث الارض وما عليها. قال تعالى:
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الارض يرثها عبادي الصالحون)(٢).

المرحلة الأولى: الميثاق
(وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربّكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين)(٣).
في آية الميثاق نواجه العهد الذي اخذه الله تعالى من الانسان.
ومضمون هذا العهد او الميثاق:
الاقرار بربوبية الله تعالى وبالعبودية له من الناحية التكوينية، والإذعان لطاعته تعالى من الناحية التشريعية. إنّ العلاقة العقلية واضحة بين هذين الامرين، حيث إنّ الانسان اذا ما اعترف لله تعالى بالربوبية لزمه بحكم العقل ان يلتزم بالطاعة له. والعلاقة التكوينية بين الخالق وخلقه تستتبع علاقة تشريعية بطاعة المخلوق لخالقه فيما يشرع له من اوامر ونواهٍ.

(١) البقرة: ٢١٣.
(٢) الأنبياء: ١٠٥.
(٣) الأعراف: ١٧٢.