ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٨٨ )     الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      ما أكثر العبر وأقل الاعتبار. ( نهج البلاغة ٤: ٧٢)      
البحوث > القرآنية > معادن علوم القرآن الصفحة

معادن علوم القرآن
الشيخ عباس علي أختري
هناك ثلاثة طرق لمعرفة وتعيين المرجع العلمي للأمة الإسلامية بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
أ ـ التدبّر في آيات القرآن الكريم لمعرفة الأشخاص الذين عيّنهم هذا الكتاب إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله.
ب ـ الفحص في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أقوال صحابته؛ لمعرفة من هم الذين عيّنهم مرجعاً وملجأ للأمة في حلّ معضلاتها.
جـ ـ البحث في التاريخ الإسلامي، وأنه من كان المرجع والملجأ الذي ترجع إليه الأمة في حل مشكلاتها العلمية.
والآن، ومع مراعاة الاختصار نوضّح هذه النقاط فنقول:

أ ـ القرآن والمرجع العلمي بعد رسول الله صلّى الله
عليه وآله
القرآن هو الكتاب الذي بيّن وأوضح في العديد من آياته النهج القويم لنجاة الأمة الاسلامية من ظلمات الحيرة والضلالة، فقد قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(١) . فمع هذا كيف يمكن لهذا الكتاب العظيم الذي هو (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)(٢) أن يهمل أهم المسائل الحيوية المرتبطة بمصير الاسلام، ويتركها بدون بيان؟
إن الله تعالى في العديد من الآيات قد بين المرجعية للأمة بالشكل الذي لا يبقى معه أي مجال للشك لدى المدقق المتعقل.

معرفة أُولي الأمر
طرحت الآية (٥٩) من سورة النساء أشخاصاً بصفتهم اولي الأمر إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقرنت طاعتهم بطاعة الله تعالى ورسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ بشكل مطلق وبدون أي استثناء.
ومن البديهي أن جعل وجوب طاعة أشخاص في معرض طاعة الله ورسوله بنحو مطلق من قبل الحكيم، إنما يصح لو كانوا معصومين من كل خطأ واشتباه، لماذا؟ لأن الله تعالى نهى وبشكل قاطع عن إطاعة الخاطئين والعاصين والظالمين والضالين في كثير من الآيات الأخرى.

(١) النحل: ٨٩.
(٢) النمل: ٦.