ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)        لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      
البحوث > الفقهية > نظرة جديدة في ولاية الفقيه الصفحة
مقدمة
نظرية ولاية الفقيه من النظريات الهامة في الفكر الشيعي، وقد تمت بلورتها في العهود المتأخرة نظراً لعدم الابتلاء بها من قبل.
وقد تبلورت هذه النظرية في فكر الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، وصارت أساساً لقيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.
ونظراً لأهمية هذه النظرية، وضرورة إيضاحها نقدم، في ما يأتي، نص المحاضرة التي ألقاها الفقيه المحقق آية الله العلامة السيد محمود الهاشمي، في هذا الموضوع، على طلاب البحث الخارجي، في حوزة قم المقدسة، وقد ألقى فيها أضواءً كاشفة تظهر حقيقة الأقاويل التي أثيرت مؤخراً، وتعمق البحث في مسائلها، وخصوصاً مسألتي مفهوم الأعلمية وأسس المرجعية ومقوماتها.
نص المحاضرة:

نظرة جديدة في ولاية الفقيه
محاضرة لأية الله السيد محمود الهاشمي
إنتهينا إلى القسم الثاني من هذا البحث (بحث ولاية الفقيه)، فنقول:
هل إن الروايات تدل على جعل ولاية عامة لفقهائنا أم لا؟
لقد استفدنا، من مقبولة ابن حنظلة(١) ورواية أبي خديجة(٢)، وأخيراً من مكاتبة إسحاق بن يعقوب(٣) أن ولاية الفقيه عامة. وقلنا، في الأمس، عند دراستنا لسند المكاتبة ودلالتها، إن مضمونها أوسع من مسألة القضاء، إنه إرجاع في مطلق الأمور. وإن مفاد هذه المكاتبة الصادرة

(١)عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان والى القضاة، أيحل ذلك؟ قال من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له لأنه أخذه بحكم الطاغوت وما أمر الله أن يكفر به، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به). قلت: فكيف يصنعان؟ قال: ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً. فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله، وعلينا رد، والراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله (وسائل الشيعة للحر العاملي، ج١٨/ص٩٩).
(٢)عن أبي خديجة قال: بعثني أبو عبدالله (ع) إلى أصحابنا فقال: قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تداري في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم رجلاً قد عرف حلالنا وحرامنا فإني قد جعلته عليكم قاضياً وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر (وسائل الشيعة، ج٨/ص١٠٠).
(٣)قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل اشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع): أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك ـ إلى أن قال ـ وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله. (وسائل الشيعة، ج١٨/١٠١).