ربّ يسير أنمى من كثيرٍ. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٨)        لا خير في علم لا ينفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)        لا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > مجمع البيان في تفسير القرآن الصفحة

تفسير مجمع البيان
الشيخ الطبرسي
ج ١
تفسير مجمع البيان
مقدمة الناشر
ترجمة المؤلف
كلمة في التفسير اللغة
مقدمة الكتاب
سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الم
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم
الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب
صم بكم عمى فهم لا يرجعون
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم
يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم
الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من
الجنات
إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم
هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا
وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر
وقلنا يا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب
قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع
والذين كفروا وكذبوا بأياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي
وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون
وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واركعوا مع الراكعين
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون
واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل
وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم
وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون
وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده
ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون
وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون
وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله
ثم بعثكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون
وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات
يستثيبه
وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا
فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على
وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه
وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فأدع
حقيقة الدعاء
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة
ثم توليتم بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا
فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
وإذ قتلتم نفسا فأدرأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد
أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام
وإذ لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى
أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند
بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار
والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من
أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب
ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى
وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون
ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا
بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا
وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتينكم بقوة
قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من
ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظلمين
ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم
قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن
ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون
أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا
ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق ما معهم نبذ
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان
ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو
يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا
ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو
ألم تعلم أن الله له ملك السموات والارض وما لكم
أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم
وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى
بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند
وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات
بديع السموات والارض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل
الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم
وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا
أراد
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد
إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى
الحجة
أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم
قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم
فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون
قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم
أم تقولون إن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والاسباط كانوا هودا
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول
ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم فريقا منهم
الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما
كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم
فأذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد
إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب
إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت
يا أيها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا
وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع
ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم
ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر
ولكم في القصاص حيوة يا أولي الالباب لعلكم تتقون
كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير الوصية
الحكاية
فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه
فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا